أعدو فى الشوارع
أعرفك
و أعرف أنكِ بحاجة لشخص ما
أعرف أننى هذا الشخص
أعرف ضحكتك .. وشفتيك .. و حذائك ذو الكعب المرتفع
أعرف شعرك و لون بشرتك و دعاباتك
أعرفك
و أعرف أنكِ بحاجة لشخص ما
أعرف أننى هذا الشخص
أعرف ضحكتك .. وشفتيك .. و حذائك ذو الكعب المرتفع
أعرف شعرك و لون بشرتك و دعاباتك
و لكننى لا أعرف عينيك
أعدو فى الشوارع
بيتى كبير و لكنه صغير
بيتى به غرفة نوم ، و غرفة رياضية ، و غرفة موسيقا ، و غرفة هى مطبخ و مائدة طعام
أعرفك
و أعرف أنك ستجدين بيتى لا بأس به
ستجدين الصالون فى الشرفة الواسعة أنيقاً
و لكننى لا أعرف كيف تبدو عيناك !
أعدو فى الشوارع
يقول لى كهل أحدب : العيون لا تتغير .. فأرمقه فى توجس
يقول لى رجل مريض : العينان تدلان على شخصية صاحبهما .. فتتسع عيناى فى قلق
أجد عبيرك ، أحارب جيوش من شياطين الحب ، و عندما أنتصر لا يعود بإمكانى خيانتك حتى فى أفكارى
أتخيل لكِ اسماً .. وردة .. زهرة .. نسمة .. عبير .. نور .. جنة .. ندى .. ياسمين .. نرجس .. ريحانة .. قمر
أتخيل أنكِ تعشقين المكسرات ، و تفضلين اللون الوردى ، و أحجار اللازورد الكريمة ، و أفلام الستينات ، و مدينة ( باريس )
و لكن صورتك تنقصها العينان
أعدو فى الشوارع
أرى على اللوحات الإعلانية العملاقة بالشوارع الخالية أجزاء منك ، ففى هذه اللوحة يدك بطلاء الأظافر الوردى الفاتح
فى هذه اللوحة الثانية شفتاك مبتسمتان فى غموض مرح
فى الإعلان الضخم صورة لقدمك بداخل الحذاء إياه
فى الآخر صورة أنيقة لحقيبتك الرقيقة
لمحات كـ ( البازل ) ، و لكنها لم تحوى بينها صورة واحدة لأجمل ما بكِ .. عيناكِ
لهذا أعدو بحثاً عنهما .. عيناكِ
أعدو فى الشوارع
أعدو فى شوارع مدينتى التى يدعونها بمدينة ( قلب النجمة )
و مدينتى بها طاحونة قديمة ، أعرف أنكِ ستحبين أن نجلس عندها سوياً ، نرقب غروب الشمس
و بها قطار قديم فى الشمال ، أعرف أنه عندما سيمر ستفزعين ، و تسقطى حلواك الفزدقية على قميصى
و بها بالوسط كازينو قديم ، ستمقتينه دون إبداء أسباب
ستحبين مدينتى لأن بها أيضاً نصب تذكارى قديم ، و جسر قديم و لكنه شاعرى ، و بحيرة يسمونها بحيرة العشاق
و بها محل ( الخواجة ديمترى للأزياء الحديثة ) ، الذى ستتوقفين أمامه كلما مررنا به ، لتتأكدين من صورتك المنعكسة على زجاجه ، و التى - أيضاً - لا أرى فيها عيناكِ
أعدو فى الشوارع
تعرفين أننى أعرفك
تعرفين أننى سأعرفك
ستكونين أنتِ لى ، و عندما أقابلك من ستكون سواكِ ؟!
عندما أقابلك فى المترو صدفة ، أو فى ذلك المطعم ، أو ربما على عجل فى شارع ( تحت أشجار الزيزفون ) عبر صديق مشترك
قد يربطنا ظرف أو علاقة عابرة ، أو عمل ، أو موقف طارئ ، أو موضوع كبير جداً .. أو شئ بسيط جدا جدا
و لكنك ستكونين أنتِ .. أعلم هذا عن يقين من قبل أن أولد ، و من قبل أن يصمم المهندسين و البناءين المكان الذى سيجمعنا لأول مرة
عندها سأرى عيناكِ .. سأتذكرهما .. سأظل أنظر اليهما طويلاً ، كالظمآن يتأكد من إنهاء عطشه ، كالكمبيوتر يطبع فى ذاكرته صورة دقيقة ، كالكواء يكوى الثوب و يعبّده ، كالشاى يحتوى السكر ويذيب قطعه بداخل كيانه
عندها لن ينتهى كل شئ .. بل سيبدأ كل شئ
سأعرف دعاباتك ، و حذائك ذو الكعب المرتفع .. ستحبين بيتى الكبير الصغير ، و الصالون فى الشرفة الواسعة .. سأعرف اسمك و عشقك للمكسرات و مدينة ( باريس ) .. سأعرف عيناكِ .. وستحبين مدينتى بطاحونتها القديمة ، و محل ( الخواجة ديمترى للأزياء الحديثة )
عندها سأبطئ
عندها سأتوقف عن أن أعدو فى الشوارع
عندها سأعرفك حقاً
* * *
بقلم / عصام منصور
أعدو فى الشوارع
بيتى كبير و لكنه صغير
بيتى به غرفة نوم ، و غرفة رياضية ، و غرفة موسيقا ، و غرفة هى مطبخ و مائدة طعام
أعرفك
و أعرف أنك ستجدين بيتى لا بأس به
ستجدين الصالون فى الشرفة الواسعة أنيقاً
و لكننى لا أعرف كيف تبدو عيناك !
أعدو فى الشوارع
يقول لى كهل أحدب : العيون لا تتغير .. فأرمقه فى توجس
يقول لى رجل مريض : العينان تدلان على شخصية صاحبهما .. فتتسع عيناى فى قلق
أجد عبيرك ، أحارب جيوش من شياطين الحب ، و عندما أنتصر لا يعود بإمكانى خيانتك حتى فى أفكارى
أتخيل لكِ اسماً .. وردة .. زهرة .. نسمة .. عبير .. نور .. جنة .. ندى .. ياسمين .. نرجس .. ريحانة .. قمر
أتخيل أنكِ تعشقين المكسرات ، و تفضلين اللون الوردى ، و أحجار اللازورد الكريمة ، و أفلام الستينات ، و مدينة ( باريس )
و لكن صورتك تنقصها العينان
أعدو فى الشوارع
أرى على اللوحات الإعلانية العملاقة بالشوارع الخالية أجزاء منك ، ففى هذه اللوحة يدك بطلاء الأظافر الوردى الفاتح
فى هذه اللوحة الثانية شفتاك مبتسمتان فى غموض مرح
فى الإعلان الضخم صورة لقدمك بداخل الحذاء إياه
فى الآخر صورة أنيقة لحقيبتك الرقيقة
لمحات كـ ( البازل ) ، و لكنها لم تحوى بينها صورة واحدة لأجمل ما بكِ .. عيناكِ
لهذا أعدو بحثاً عنهما .. عيناكِ
أعدو فى الشوارع
أعدو فى شوارع مدينتى التى يدعونها بمدينة ( قلب النجمة )
و مدينتى بها طاحونة قديمة ، أعرف أنكِ ستحبين أن نجلس عندها سوياً ، نرقب غروب الشمس
و بها قطار قديم فى الشمال ، أعرف أنه عندما سيمر ستفزعين ، و تسقطى حلواك الفزدقية على قميصى
و بها بالوسط كازينو قديم ، ستمقتينه دون إبداء أسباب
ستحبين مدينتى لأن بها أيضاً نصب تذكارى قديم ، و جسر قديم و لكنه شاعرى ، و بحيرة يسمونها بحيرة العشاق
و بها محل ( الخواجة ديمترى للأزياء الحديثة ) ، الذى ستتوقفين أمامه كلما مررنا به ، لتتأكدين من صورتك المنعكسة على زجاجه ، و التى - أيضاً - لا أرى فيها عيناكِ
أعدو فى الشوارع
تعرفين أننى أعرفك
تعرفين أننى سأعرفك
ستكونين أنتِ لى ، و عندما أقابلك من ستكون سواكِ ؟!
عندما أقابلك فى المترو صدفة ، أو فى ذلك المطعم ، أو ربما على عجل فى شارع ( تحت أشجار الزيزفون ) عبر صديق مشترك
قد يربطنا ظرف أو علاقة عابرة ، أو عمل ، أو موقف طارئ ، أو موضوع كبير جداً .. أو شئ بسيط جدا جدا
و لكنك ستكونين أنتِ .. أعلم هذا عن يقين من قبل أن أولد ، و من قبل أن يصمم المهندسين و البناءين المكان الذى سيجمعنا لأول مرة
عندها سأرى عيناكِ .. سأتذكرهما .. سأظل أنظر اليهما طويلاً ، كالظمآن يتأكد من إنهاء عطشه ، كالكمبيوتر يطبع فى ذاكرته صورة دقيقة ، كالكواء يكوى الثوب و يعبّده ، كالشاى يحتوى السكر ويذيب قطعه بداخل كيانه
عندها لن ينتهى كل شئ .. بل سيبدأ كل شئ
سأعرف دعاباتك ، و حذائك ذو الكعب المرتفع .. ستحبين بيتى الكبير الصغير ، و الصالون فى الشرفة الواسعة .. سأعرف اسمك و عشقك للمكسرات و مدينة ( باريس ) .. سأعرف عيناكِ .. وستحبين مدينتى بطاحونتها القديمة ، و محل ( الخواجة ديمترى للأزياء الحديثة )
عندها سأبطئ
عندها سأتوقف عن أن أعدو فى الشوارع
عندها سأعرفك حقاً
* * *
بقلم / عصام منصور
نص حالم جدا.. له مذاق الذكريات والأفلام الأبيض وأسود بالرغم من انه يتحدث عن المستقبل
ردحذفأحببت النص جدا.. ربما أنت كتبت ما أردت أنا أن أقوله دون أن أجد الكلمات، ولست وحدي.. أعتقد أن كثيرون يريدون أن يقولوا نفس الشيء
أعجبني تماديك في الحلم: أنت افترضت أنها تحب المكسرات في البداية.. ثم صدقت هذا الفرض إلى حد أنك في مرحلة تالية كتبت: "تسقطى حلواك الفزدقية على قميصى"
من الجيد أن هناك شيء ما غير متيقن منه: عيناها.. هذا يعطي الأمر طابعه المشوش الجدير بالأحلام
لم أكن أنوي القراءة بجدية فعلا لكن نصك جذبني.. ضربة موفقة :))
شكراً يا ( سالى ) راجعى ردى فى بريدك
ردحذف