٠٤ مايو ٢٠١٠

حمزاوى .. و اللى اختشوا ماتوا !

فى هذه المقالات أتعرض لأحداث مباشرة و ملفتة ، لكنها غير مهمة على المدى الطويل إلا فى العبر المأخوذة منها ، لذلك فهى أشبه بمستشفيات اليوم الواحد ..

ليه حمزاوى ؟ و ليه اللى اختشوا ماتوا ؟

مجموعة قنوات ميلودى من أهم القنوات الناجحة فى الحملات الإعلانية ، منذ فترة قامت بحملة ( ميلودى تتحدى الملل ) التى خصصوا لها بطل خارق ، و لكن لأنه مصرى الأصل فهو بدين كالدببة ، فى محاولة لبث روح كوميديا فاشلة ، و لقد نجحت الحملة بالفعل فى طرد الملل ، لكنها للأسف أحلت بدلا منه ( الفرسة ) بتسكين السين ، و فقع المرارة و ( الأتامة ) و ( البواخة ) و ( الغتاتة ) و مترادفاتها فى الفصحى !


بعد أن جذبت الحملة محبى ( الغلاسة ) فى كوكب ( مصر ) كله ، و كونت حولها عاصفة ذبابية من الجدل الممقوت و الممجوج ، ارتأت القنوات أن تلجأ فى الحملة الجديدة الى نمط مختلف اسمه بالعامية ( العين البجحة ) .. فكانت خطتها لبدء الحملة هى ذاتها الإعلان ، الذى كان أبطاله ( جيمى ) أو ( جمال مروان ) مدير القنوات و ( حمزاوى ) مخرج الإعلانات ، و مساعده السمج ، و أبطال الحملة الفائتة ( عباس ) أو البطل الخارق البدين ، و القزم المتخصص فى معاكسة الفتيات الطبيعيات ، و المسن المتخصص فى السباب القذر ، و الطفل الزنجى الملقب بـ ( ميلودى بيبى ) ، و الفتاة المبتذلة ( بوبى ) ، و الكل يقوم بالتخطيط للدعاية لقناة جديدة للمسلسلات ..

أيضا ليه ( حمزاوى ) و ليه اللى اختشوا ماتوا ؟

( محمد حمزاوى ) مخرج الإعلانات له رؤية عجيبة يبدو أن الكل يؤمن بها فى مجموعة القنوات ، لهذا فهو البطل الجديد ، خاصة بعدما نسبوا اليه اكتشاف ممثلا إعلانات جديدان ، سيشقان طريقهما – كالعادة – للتمثيل الحقيقى ، و هما بطلا سلسلة إعلانات أخرى لم تنتهى بعد اسمها ( أفلام عربى .. أم الأجنبى ) ! للدعاية لقناة الأفلام ، و هو مسمى غير موفق فى حال توسع القنوات فى المستقبل و إطلاق قناة أفلام أجنبى ، الممثلان أحدهما زير نساء و كوكتيل شهوات اسمه ( تهامى باشا ) عم الإنتاج السينيمائى فى ( مصر ) ، و الآخر كلب وفى متخصص فى تمصير الأفلام الأمريكية اسمه ( وديع ) ، و لقد تناولت بعض هذه الإعلانات فى كتاب ( الطبعة الحداشر ) ، و من ضمنها إعلانات حملة ( أوول إنجليش أوول ذا تايم ) الخاصة بقناة الأغانى الأجنبية ، هكذا بزغ السؤال و لماذا لا نلمع ( حمزاوى ) نفسه و نـحول العاملين فى القناة ، و مَن وراء الكاميرات الى نجوم أمامها ؟ و غير مستبعد أن يظهر المصورين و العمال و رجال الأمن فيما بعد فى سلسلة أخرى ، من باب إحنا أولى من الغريب !

اللى اختشوا إذن ماتوا فعلا ، و هذه حقيقة أجمع الكل على الجزم بحدوثها ، لأن أقل مقتضيات الحياء و الجدية ، ألا نتبجح و نلعب بالمشاهدين و بأوراقنا المحترقة ، مثلا ( بوبى ) بأبسط بحث على ( اليوتيوب ) موقع ملفات الفيديو المختلفة العالمى ، معروف أن فضائحها تملأ الدنيا ، فكيف يقول ( جمال مروان ) ذلك بلا مواربة و بالحرف ( فضايحها مالية الجرايد ) ؟!

إذا فاللى اختشوا ماتوا و شبعوا موت بالفعل ، أيضا كيف يتأفف الناس من بذاءة المسن الألعوبة ، و يصر مخرجنا الرائع ذو اللازمة الهابطة ( إدينى ) ، على إعادة التأكيد على بذاءته – الهاء تعود على المسن و ليس المخرج - بأقذر و أحط سبة فى ( مصر ) ، مع الحرص على أن تكون حركة شفتيه مقروءة جيدا لكل من شاء حظه السئ أن سمع السبة من قبل ، و التمويه بعمل حذف صوتى للسبة غير مؤثر بالطبع ؟!

أما القزم فقد أضاف لقاموس معاكساته السابقة كلمتين جديدتين ( أحضن ) و ( مصمص ) ، و الغريب أن ( جمال ) باشا الكبير ، أقر بأن الحملات السابقة كان بها سفالة ؛ هكذا فالمعلنين سيرفضون أى سفالة جديدة فى حملة قناة المسلسلات بحجة أنها قناة عائلية ، أى أنه يعترف ضمنيا أنه قدم سفالة محضة ، و الدليل استبعاد ( بوبى ) من الحملة الجديدة ، و بلغ قمة البجاحة باستغلال هذا الإستبعاد ، و انتهاز الفرصة المبنية على اعتراف بالإبتذال ، للإدعاء أن الإستبعاد ذاته ما هو إلا دراما ، بما يتناسب مع القناة الجديدة ( ميلودى دراما ) !

كل هذا مغلف بوقت دسم للإعلان و استعانة بنجمين كـ ( هانى رمزى ) و اللبنانية ( نيكول سابا ) لذر الرماد و حفظ ماء الوجه الذى سال كله ، و التخفى وراء قوة مزيفة جلبها النجمين ، فعندما توجه لهم أصابع الإتهام سيكون ردهم الجاهز : من دلائل نجاح الإعلان قبول النجمين المشهورين للظهور فيه و المراهنة على نجاحه المدوى ! غير آبهين بالسبب الذى قاله ( جيمى ) بعضمة لسانه فى هجومه على ( حمزاوى ) فى ذات الإعلان الطويل ، و هو : إنهم بيعملوا فلوس .. إذا فالفلوس جلبت النجمين أيضا بكل تأكيد ، و بالفلوس سيشاهد الناس الفن اللى بيعملوه على رأى ( حمزاوى ) فى دفاعه عن الإبتذال ، و بالفلوس سيعتمدون على انسياق الشباب وراء الإبتذال ، بتقديم مزيد من الإبتذال ..

عفوا ( جيمى ) ما قدمته لم يحترمنى كمشاهد أنعم الله عليه بنعمة الذكاء ، التى لا تعتمد أنت على وجودها فى المشاهد ، و إنما على نقمة الشهوة الرخيصة .. صناعة فن الإعلان لابد أن تتطور عن هذا ، و مجموعة قنوات كاملة لابد أن تقدر العديد من المشاهدين المحترمين ، فى زمن يسعى جاهدا نـحو عدم الإحترام ..

صحيح .. اللى اختشوا ماتوا ..

عصــام منـــصــور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق