هناك مواقف تستدعى الى الذهن فورا صفات بعينها ، فلا يمكن للعقل عندما يشهدها أن يقاوم إغراء الوصف المستدعى ..
فمثلا عندما يستجدى صديقك منك دقيقة محمول ، عالما حاجتك الماسة لتلك الدقائق ، فلا يمكنك أن تتفادى الوصف الذى سيقفز فى ذهنك على هيئة بالون ضخم ، يحمل كلمة ( شحات ) !
و عندما تصر صديقتك – اذا كنت بنت – على أنها أنحف منك ، بمناسبة و بدون ، و أمام ( اللى يسوى و اللى مايسواش ) فستستسلمين سريعا الى النعت الشهير ( واطية ) !
نتحدث اليوم عن صفة جديرة بالإهتمام ، و منتشرة ( علولا ) فى الماضى و الحاضر ، و خاصة الماضى ، حيث أن اتهام أحدهم لك بأنك ( استكردته ) اتهام خطير ، و ليس بهين ..
صفة ( كروديا ) ..
التى تعنى أنك ( و لا مؤاخذة ) إمعة أو سفيه أو بعامية هذا العصر ( هفأ ) يمكن النصب عليه و استصغاره ..
متى تكون ( كروديا ) ؟ الواقع أن تكون ( كروديا ) فهذا فى مواقف كثيرة ، مثل :
* عندما يكون نهائى كأس أوروبا شغال بين ( مانشستر يونايتد ) و ( برشلونة ) ، و زوجتك تتفرج على المسلسل .. فأنت – كرياضى - كروديا !
* عندما يلهف منك الواد المسخوط ابنك خمسين جنيه عشان الدروس ، و عليهم خمسين عشان الرحلة .. و ينقط بيهم على البت بتاعته فى ( أركاديا ) مول ، سامحنى تبقى – كأب – أركاديا .. قصدى كروديا !
* أما واحد يبصبص للمدام ، و تتحمق انت و تسحب طقطوقة من أقرب قهوة تفتح بيها راسه ، و ( غزة ) بتطحن جمبك و انت ولا فى الدماغ .. تبقى – كعربى – كروديا !
* أما يبقى النت شغال معاك بطريقة إدى زوبة زقة ، و انت راضى و موافق و محتسب ، و بعدين ييجوا يقولولك إحنا هانحجمك و نحددك أكتر و أكتر .. تبقى – كمستخدم – كروديا !
* أما تشترك فى حزب كبير ، عشان سياسة البلد اللى مش ولابد ، و يشتروا آرائك بإشتراك النادى ، و حجوزات المصايف .. تبقى – كحزبى – كروديا !
* أما يقول نائب دايرتك اللى اتعشمت فيه خير و انتخبته ، إن العيش حلو و الطوابير اختفت ، و انت بتقف من تسعة لحداشر ، و بعد كده بتجمع أشلاء الصرصار كاملة من الرغيف .. تبقى – كمنتخِب – كروديان !!
* أما يتبنى جراج كبير من فلوس دافعى الضرائب ، و بعد كده يتهد ، و تتبنى مستشفيات و جسور خربانة لا تستخدم ، و غيره من مآسى سوء التخطيط الرهيبة اللى عارفها أقل طالب مادة تخطيط .. تبقى – كدافع ضرائب – كروديا !
* أما يرتشى زميلك قدامك فى الشغل ، و إنت عشان شريف بلغت عنه ، لكن المحسوبية خلته فى مكانه ، و الأكاده سبقك فى الدرجة و انت الأقدم .. و لسه بيرتشى .. تبقى – كموظف – كروديا كبير !
* أما مراتك تفضل تعدد فى محاسن الرجالة عنك عينى عينك ، و تنقل أسرارك لصحباتها و جارتها ، و كمان تسحب منك فلوس عمال على بطال ، و إلا ..!.. أكيد أكيد – كزوج – تبقى كروديا شارخ !
* أما جارك اللى فوقيك يبقى شغال هبد و رزع بالذات آخر الليل ، و يسحب منك الميه اللى فاتحها على طول ، و صاحب العمارة يقولك ملكه و هو حر فيه .. تبقى – كساكن – كروديا معتبر !
* أما يشتغلوك مسلسلات تعبانة طول السنة ، و ييجوا فى رمضان يظرفوك 50 مسلسل فى وشك .. إنت عارف .. تبقى – كمشاهد – كروديا !
* لو بتكتب على منتدى فى الإنترنت إنت عضو فيه ، و محدش أحسن منك فى الحس الصحفى ، و الأمانة الموضوعية ، و الإبتكار المبدع ، و القلم الظريف .. و كل الأعضاء مش حاسين بيك ، و بعضهم بيتلقى ردود بالآلاف على موضوع تافه زى لعبة أو نكتة أو فزورة .. تبقى – كعضو – كروديا زيى زيك !!
و استغفر الله لى و لكم !
عصام منصور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق