عندما عرف أنها نهايته عرف كذلك أنها نهاية العالم .. عادة ما تكون نهاية الحياة بالنسبة لأحدهم هى نهاية العالم كذلك بل الكون كله ..
المشكلة ليست فى الموت ذاته بل وسيلة الموت ..
لن يفقد حياته دفعة واحدة ، برصاصة مثلا أو سحقا تحت عجلات قطار حديدية أو حتى أثناء النوم فيما يسمى بالموت الرحيم لكن ذبحا ..
و وسط جثث الآخرين الغارقة فى دمائها ..
لكن لا حيلة للأسرى على مر التاريخ سوى تلقى المصير المحتوم ، إلا أن يشاء الله تعالى إرادة أخرى ، أو لم ينجو زميله و أول سجين قابله عندما كسرت ذراعه اليسرى ؟!
شئ ما غامض يتعلق بيدنهم يمنعهم من قتل المكسورين فى يوم القتل أو ( موسم التضحية ) كما يطلقون عليه ..
فى صباح باكر مع حلول الموسم و نجاتى العشوائية من الموسم السابق ، حضر أحدهم و بدأ يبحث عن رقمى ، فقد كنا معلمين بأرقام محددة ، بحيث يسهل انتقائنا من قبل السادة ، و كنت رقم ( 75 ) ..
و قبض على ..
لا مناص سأذبح هذا الموسم و هذا الصباح ..
كان السيد الذى يصطحبنى مبتهجا ، بينما عرفت أنا أنها النهاية لا ريب و لا شك ، سأكون الضحية الجديدة ، و كان الآخرين من السادة يسوقون بعض السجناء و يزجرونهم بينما تم أسرى فى صغيرة و دفعها حتى زج بى عند المذبح ..
كان المشهد رهيبا .. مذبحة كاملة سفكت فيها الدماء تمت هنا ، و بعض الجثث كانت تسلخ بطريقة احترافية ، و البعض الآخر المسلوخ منا كان يقطع إربا ، و حاولت المقاومة أثناء الذبح ، لكن إرادة السادة كانت أكبر و أقوى ..
التف حولى أقارب السيد الذى يمتلكنى ، و سأل الإبن السيد :
- لماذا يحمل رقم 75 ؟
فأجابه :
- كى نميزه عن الباقين يا ولدى .
- إذا فهو مميز ؟
- بالطبع يا بنى .
و فى اللحظات الأخيرة رضخت للسادة و لحكمة المولى عز و جل ، فنحن فى النهاية مجرد مجموعة من الأغنام و الماشية ، و قد خلقنا لهذا ..
نذبح و نؤكل ..
لكنى كنت مميزا كما عرفت ، كنت رقم ( 75 ) ..
بقلم / عصام منصور ( من وحى عيد الأضحى 2010 )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق