المشترك
أبو زقلة بعت ابنه الصغير زقله علشان يشترى مشترك كهربا ، يمكن يقدر يجمع شمل كل الفيش اللى عنده فى مكان واحد ، و بعت معاه ورقة جرنان مدهننة بتاعت طعمية الفطار ، لبتاع المشترك عشان يلفله فيها برضه الحاجة ، فلما الواد زقلة اداله الورقة ، لفت انتباه البياع حاجة مكتوبة فيها ، فقرأ :
الإخوة الرؤساء و الزعماء العرب أصحاب الجلالة و الفخامة و السمو ..
يسعدنى أن أعبر عن مشاعر صادقة بالتحية و التقدير للسيد الأمين العام و لرئيس الدورة الحالية للقمم العربية ، فلقد بذلا - و لا يزالا - جهودا مخلصة فى تطوير آليات العمل العربى المشترك .. و فى الإعداد لهذه القمة الإستثنائية المهمة .. لنبحث معا توصيات قمة اللجنة العربية الخماسية حول هذا الشأن المهم ..
الإخوة القادة و الزعماء العرب ، تنعقد هذه القمة .. و الأمة العربية تمر بظروف إقليمية و دولية .. تحتم علينا جميعا المزيد من التكاتف و توحيد الصف العربى .. فى مواجهة العديد من التحديات المتشابكة .. على الأصعدة السياسية و الأمنية و الإقتصادية و الثقافية ، و إننى على ثقة .. من أنكم جميعا تشاركوننى الإقتناع .. بأن ما نشهده من التطورات على المستويين الإقليمى و الدولى .. يضاعف من ضرورة تطوير المنظومة التى أدرنا من خلالها عملنا العربى المشترك .. خلال العقود الستة الماضية ..
إن لدينا إرثا مهما و تجربة غنية من العمل العربى المشترك .. يستحقان أن نعتز بهما .. و أن نتمعن فيما يطرحانه من دروس النجاح و الإخفاق .. كى نبنى على هذا الإرث و تلك التجربة .. و لكى نتجاوزهما لمستويات أعمق و أشمل و أكثر رسوخا و تأثيرا . هذا هو ما اتفقنا عليه فى القمة العادية الماضية .. و فى القمة الإستثنائية اللاحقة .. و هذا هو ما نجتمع من أجله اليوم ..
إن رؤية مصر لدفع و تطوير العمل العربى المشترك ( يقطع البياع قراءته : هما بيتكلموا عن المشترك يا واد يا زقلة و لا ايه ؟ ) و ما يرتبط بذلك من أطروحات تتعلق بسياسة الجوار العربى .. ترتكز على ثلاث دعائم أساسية :
أولا : النفاذ لجوهر ما نستهدفه لتطوير العمل العربى المشترك سواء من حيث المضمون أو الإختصاصات أو آليات العمل ..
ثانيا : التأكيد على مبدأ قمة عام 1967 و القمم العربية اللاحقة وصولا الى مقررات و توصيات القمة الماضية و القمة الخماسية اللاحقة ، بحيث نجمع بين الواقعية و الطموح ، و نراعى معطيات واقعنا العربى الراهن و ظروفه و امكانياته .. فذلك هو السبيل الحقيقى لأن يتجاوز إصلاح منظومة العمل العربى المشترك مجرد كونه هدفا ساميا ننشده .. و غاية نبيلة نسعى اليها .. ( البياع : اخص الله يكسفهم كاتبين اسم أمى نبيلة ) ليصبح خطوات عملية قابلة للتطبيق .. تلمسها الشعوب العربية و تنعكس على حاضرها و مستقبلها ..
ثالثا : إننا على اقتناع بأن تطوير منظومة عملنا المشترك يجب أن تنطلق من تعزيز التعاون العربى مع المجتمع الدولى .. بكل منظوماته و تجمعاته و دوائره الإقليمية و الخطوة الأولى على هذا الطريق هى بلورة رؤية موحدة تجاه دول الجوار العربى .. و تصور لآليات عملية و واقعية للتعامل معها .. فى إطار توافق عربى .. و بما يحقق المصلحة العربية و بطبيعة الحال .. فإن على هذه الرؤية أن تجمع بين اعتماد معايير واضحة و محددة و متفق عليها للتعامل مع دول الجوار و تحديد أولويات تحركنا تجاهها و بين ضرورة مراعاة أوضاع العلاقات بين دول العالم العربى و كل دولة من دول الجوار ..
الإخوة القادة و الزعماء العرب .. إن المرحلة الراهنة تقتضى منا جميعا .. دعم التضامن العربى و توحيد الصف و المواقف ، كى نتحدث بصوت واحد .. دفاعا عن قضايانا و مصالحنا و هويتنا العربية .. و لنحقق معا ما تتطلع اليه شعوينا من سلام و أمن و استقرار و تنمية و تقدم ..
إننا فى مواجهة تحديات عديدة .. و تطورات متلاحقة يشهدها محيطنا الإقليمى و الدولى .. لكن ثقتى دون حدود فى قدرتنا على مواجهة هذه التحديات و التطورات .. و إننى آمل أن تخرج قمتنا اليوم .. بإطار واضح لتطوير منظومة عملنا العربى المشترك .. لنفتح أمام أمتنا العربية آفاقا جديدة .. أكثر عمقا و رسوخا و تأثيرا .. تدفع بدولنا و شعوبنا الى الأمام .. تضع عالمنا العربى على مسار جديد .. و تصل به لما يستحقه من مكان و مكانة فى منطقته ..
و العالم من حوله ..
وفقنا الله جميعا الى مافيه خير أمتنا العربية و شعوبها . و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
و بعد أما خلص الراجل الورقة المدهنسة قال للواد زقلة : كلام مهم برضه ، و بما انه فيه اسم الله ، يبقى لازم الكلام ده يتحرق !
بقلم / عصام منصور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق