٢٨ مارس ٢٠١١

مجموعة من الأسود الغير ديمقراطيين !

كان الأمر شاقا للغاية فى الغابة الشرقية ، لكن الحمار المخطط كان سعيدا بطرد ذلك الفيل أخيرا بشكل عام ..
و بينما يدوى صراخ الفيل الهارب هرول الحمار فى مرح الى قلب الغابة حيث اجتمعت الأسود التى طردت الفيل ، و فوجئ عندما وجدهم ما يزالوا فى نفس أماكنهم مستعدين و متحفزين ، و لا يبدو عليهم علائم الرحيل فسألهم بدهشة :

- عجبا .. لكن ذلك الفيل اللعين قد هرب على أى حال .. فما بالكم أراكم بنفس الإحتشاد الحربى ؟

تبادلوا بضعة نظرات تنوعت بين الملل و السخرية أو هى مزيج متجانس منهما ، قبل أن يقول أحدهم له :
- يا حمار الغابة .. لو طردت زنبور من كهفك زارك فجأة و عرف الطريق اليك ، فهل تأمن أن تعرف الطريق اليك بقية عائلته من الزنابير ؟ فيسلط عليك من لا يرحمك ؟
حك الحمار عنقه فى شجرة قائلا فى سخط :
- لعنة الله على تلك الزنابير انها تثير فى الحكة لمجرد ذكر اسمها .. اللهم قنا شرار خلقك .
أحد الأسود منهيا الحوار :
- حسنا .. ارحل .
الحمار بارتباك :
- ماذا ؟ .. آه .. حتما كنت سأرحل .. لا أحبذ رفقة الأسود فى الواقع ، كما أن عودة ذلك الوغد البدين قد تؤذينى حتما و يتعين على أن أوثر السلامة .
ثم ابتعد .. لكنه ما لبث أن سار قليلا ثم عاد يهرش و يتساءل :
- لكن اسلوبكم غير ديمقراطى بالمرة ، فلم أعرف سبب إصراركم على الإعتصام رغم خلع الفيل من غابتنا المحروسة !
تبادلوا نظرة أكثر مللا ، و تطوع أحدهم بالشرح للحمار :
- يا حمارنا العزيز يا من نضرب بك المثل فى الصبر .. لم العجلة فى رأيك ؟ أليس من الممكن أن يحرض الفيل معارفه و أتباعه كى يحلوا محله انتقاما من طردنا له و حرمانه من مميزات و خيرات غابتنا الشرقية ؟
فكر الحمار قليلا ببعض الجهد ، و كاد يعلن تسرعه المؤسف ، لكنه تذكر شيئا فقال بلهفة :
- و ماذا عن الإستقرار ؟
هنا علت الدهشة وجهه عندما انفجر الأسود ضاحكين على الرغم منهم ، حتى أن أحدهم استلقى على ظهره من فرط القهقهة ، و غالب آخر دموعه بصعوبة شديدة و هو يجيب الحمار :
- ماذا عنه ؟ و ما الذى نفعله فى رأيك ؟ هل تعتقد أننا اتفقنا سرا مثلا مع الطاغية الفار ، كى نشيع الفوضى فنخدم أغراضه فى الإنتقام من أنفسنا مثلا ؟
و قال آخر :
- يا حمار غابتنا السعيد .. إن حراستنا للغابة لهو شئ جيد .. كيف يمكننى أن أبسط لك الأمر أكثر من هذا ؟!!
الحمار مبتهجا :
- أهو شئ جيد حقا .. هكذا فهمت .. كان يمكنكم أن تخبرونى بهذا من البداية .. ( شئ جيد ) .. ( شئ جيد ) أرأيتم العبارة سهلة .. حقا أنتم مجموعة من الأسود الغير ديمقراطيين .. ههههههه .
تمت / 26 مارس 2011 عصام منصور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق