٠١ مايو ٢٠٠٨

جلفدان


رأيتها لأول مرة عند باب مركز الكمبيوتر الذى أعمل به ، و أدهشنى مدى ثقتها بنفسها ، و دار بيننا حواراً صامتاً حمل عدة معان ، كنت التهم شطيرتى عندما ظهرت ..
و تطلعت الى ..
و نظرت الى عينيها الزرقاوين ، دون أن أحرك ساكناً ، كان من المفترض أن أدعوها للدخول ، على الأقل للقضاء على وحدتى ، و لكن نظرتها العجيبة ، جعلتنى أشرد بأعماق قزحيتها ..
و لسان حالى يقول سبحان من أبدع ..
و لكن غرابة نظرتها نبعت من نظرتها لشطيرتى ، رغم كبريائها الواضح و الأصيل ..
و دهشت : هل يعقل أن تكون بحاجة لطعامى ؟
هل هذا الجمال الخلاب جائع ، و ليس أمامه سوى الإستجداء .. معقول ؟!!
و لم أتردد ..
و بنفس الصمت الأبلغ من أى حوار ، مددت يدى اليها بالطعام ، و لكن نفسها الأبية رفضت أخذ الأكل ، رغم حاجتها الشديدة فيما بدا للغذاء ..
و بينما يذيع التلفاز إعلاناً عن رياضة سياحية ، انسحبت هى ..
و بقيت أنا أتذكر عيناها ..
العينان الملائكيتان ..
ذلك الأزرق الأقرب الى الفضى ..
و فى اليوم التالى ، و بعدما نسيت كل شيئ عنها ، كانت المفاجأة ..
لقد ظهرت عند الباب ..
و صادف أننى كنت أتناول شطيرتى كذلك ، و التى نظرت اليها بنفس النظرة التى تذيب العقول ..
نظرة الرجاء الحانية ..
أسميتها ( جلفدان ) ..
ظلت تأتى يومياً ..
و عرفت لماذا أسميتها بهذا الإسم ..
فقد كان الإعلان عن رياضة الجولف ، لذا فتلك القطة نحيلة الشوارب استحقت اسماً جيداً ، القطة الرائعة ( جلفدان ) ..
***

هناك تعليقان (٢):