« المشهد الأخير بفيلم ( المنقذ ) أول مرة .. صور » ..
قالها المعاون ،
ليصرخ بعدها المخرج بإنفعال :
- حركة .
و بدأ المشهد الأخير
..
كان البطل المدعو بـ
( المنقذ ) يواجه شريراً يمتلك قوى خارقة ، انقض على البطل طائراً ، دون أن يبدو
عليه - حتى داخل الاستوديو - أى أثر للخدعة ، فغمغم المنتج خارج موقع التصوير
منبهراً :
- ياالهى ..! لا تبدو
أية أحبال أو روافع .. لقد أصر الممثل ( مراد فريد ) ، الذى يقوم بدور الشرير
الخارق ، على استخدام تكنولوجيته الخاصة فى الخدع ، و هاهو يقوم بذلك الطيران ،
دون أن ندرى حتى أين وضع أجهزته ، و ما فكرة خدعته .
قال له مساعده بحروف
تقطر انبهاراً ، و هو يراقب طيران ( مراد فريد ) الأشبه بالسحر :
- بالفعل .. انه يصر
على أنها تكنولوجيا محظورة ، و لربما سرقها بعض جواسيس الصناعات العلمية ، و يخشى
أن يكتشفها أحد لأنها متطورة ، لذا فقد أخفى عنا حتى موقع الأجهزة المستخدمة ، رغم
تذرعنا بحجة حمايتها .. و له الحق
فما نراه يذهلنا حتى النخاع ، و لن يستطيع الخبراء الجزم قط بأن ما يروه خدعة ،
فما البال بالمشاهدين .. يالتكنولوجيا !
حطم ( مراد فريد ) مع
حروفه الأخيرة جداراً فولاذياً بلكمة رهيبة ، لم تؤثر بمقدار شعرة فى أصابع يده ،
فقال المنتج فى إهتمام :
- هذه الخدعة
سهلة فالحائط كرتون مقوى مصبوغ بلون
الفولاذ كالعادة ، أليس كذلك ؟!
قال المساعد بحماس ،
و الرذاذ يتطاير من شفتيه :
- بل فولاذ خالص .. و
لكنها التكنولوجيا المتقدمة الحديثة !
ارتفع حاجبا المنتج
عالياً فى دهشة ، و فتح فكيه للتفوه بشئ ما ، ثم عاد يغلقهما و هو يشاهد بفضول
مبهور ، كيف اخترق ( مراد فريد ) كل شئ ، ليطبق فى النهاية على البطل ، الذى صوب
نحوه مسدس خاص فى آخر لحظة ، و وفقاً للسيناريو لقى البطل مصرعه بعد قضاؤه على
الشرير الخارق ، ليبدأ فريق المونتاج إعداد التتر الختامى ..
و بينما يحتفل الجميع
بإنتهاء مشاهد التصوير ، قال المنتج هائل البدانة بحاجبين انعقدا فى تصميم :
- هذه التكنولوجيا
عجيبة بالفعل ، ما رأيك ؟
قال المساعد فى خبث :
- ( مراد فريد ) لن
يستطيع مقاومة وسائلنا .. خاصة إذا ما بدأنا بأقوى قدراتنا .
حك المنتج ذقنه
النامية ، و هو يقول بشر واضح :
- لن أساومه على أجره
لديك حق ، سأبدأ فى المساومة على حياته مباشرة ، و إن كان بارعاً حتى النهاية لن
يحول شئ بينى و بين أسرته ، و لكن لن أدع أحد غيرى يحصل على ذلك السر ، لن يسبقنى
أحد بهذه التكنولوجيا الـ.. !
« اطمئن .. لن يفعل أحد
» ..
بتر عبارته بقوة مع
ظهور ( مراد فريد ) ، فقال المساعد بعصبية :
- هل كنت تتنصت علينا
؟
بينما أزاحه المنتج
بذراعه البضة ، ليواجه ( مراد فريد ) مباشرة ، و يقول بلا مواربة :
- لا بأس .. قل لى يا
رجل .. ما سر تكنولوجيتك و سأساعدك على أن تحيا دون مشاكل .
ارتفع حاجبا ( مراد
فريد ) للحظة كما لو كان غير مصدق لذلك التهديد الصريح ، و أزاح حرملة زيه الأسود
اللامع ، الذى ما زال عليه ، ثم ابتسم قائلاً :
- السر كله يكمن فى
شئ واحد .
قال المساعد فى لهفة
:
- ما هو ؟
فرد ( مراد فريد )
ذراعيه على الجانبين ، قائلاً :
- أنا !
قال المنتج فى غضب :
- هل تسخر منى أيها
الممثل التافه ؟!
ثم قال متسرعاً :
- زوجتك و ابنك فى
قبضتى .. إما أن تعطينى السر ، أو ..!
بتر عبارته فى توتر
عندما اشتعلت عينى ( مراد فريد ) بغضب مستعر ، قبل أن ينقض على المنتج البدين ، و
يحمله بيد واحدة ، و يرفعه عن الأرض من تلاليبه ، قائلاً بصرامة :
- ماذا قلت للتو أيها
الوغد ؟!
أسرع المساعد يستل
مسدسه ، و وضعه على رأس ( مراد فريد ) ، قائلاً بكلمات عصبية مرتعشة غضبى :
- أتركه أو ..!
التفت إليه برأسه
قائلاً بلهجة مخيفة :
- أو ماذا ؟!
ثم و بيده الأخرى وضع
إبهامه فوق سبابة المساعد ، الموضوعة على الزناد ، و أطلق النار عبر الفوهة
الملتصقة مازالت برأسه ..
و انطلقت الرصاصة من
الفوهة ، و ارتطمت بصدغه دون ان تنسف الرأس ..
و عندما أبعد المساعد
ماسورة المسدس فى خوف ، سقطت الرصاصة محطمة برنين بدا عجيباً ..
و فى ذهول قال المنتج
المعلق من يده على إرتفاع متر كامل ، رغم كيلوجراماته التى تتجاوز المائتين :
- أنت .. أنت ..!
قال ( مراد فريد )
بوحشية ساخرة :
- نعم أنا خارق
بالفعل .. و هذا هو السر .
ثم طوحه ..
و طار جسد المنتج
ككرة ضخمة ليخترق سقف الأستوديو الزجاجى ، و ينطلق كالقذيفة بعيداً وسط ذهول
الجميع المفرط .. بعيداً .. بعيداً ..
و اصطكت ركبتى
المساعد بالفعل و هو يتراجع أمامه بهلع ، و يكاد يجثو على ركبتيه ، قائلاً فى
ضراعة مذعورة :
- أرجوك .. لم لأكن
أطلق النار عليك .. الرحمة .
برقت عينا الخارق
بقوة ، و هو يقول بشماتة و تشفى :
- و لم تكن لتجرؤ .
و أمام كل من فى
الأستوديو ، ازداد بريق عيناه بغتة ، حتى تحولتا لما يشبه مصباحين أبيضين ، و ..!
و فجأة تبخر المساعد
..
إنفجر بصوت مكتوم ، و
تلاشى كأتربة خفيفة ..
و لم يعد الجميع
يحتملون ، فانطلق الصراخ ..
و عمت الفوضى و الكل
يفر لينجو بحياته ..
و طار الخارق فى سماء
المدينة قائلاً :
- الآن سأضطر للبحث
عن مهنة أخرى غير التمثيل .
طار بسرعة بلا
تكنولوجيا ..
بعدما انكشف السر ..
* *
*
25 أغسطس
2008 ] تمت [ بقلم / عصام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق