٠٣ يونيو ٢٠٠٩

العدد الثانى من سلسلة روايات 2 ( العملية المزدوجة )


مقدمة سلسلة روايات 2

لا يمكن أن يتحكم النشر الورقى فى الإبداع ..
و لو كان بيدى لأنشأت كحلم من أحلامى ، رابطة على شبكة الإنترنت و أسميتها ( نشر بلا حدود ) ..
كان العدد الأول تجربة ناجحة تستحق الرصد و المتابعة ، بعد عدد تحميلات إلكترونية بلغ حتى يوم    425 تحميل .. و هى كمية قراءات لم تحققها بعض الكتب الورقية ذاتها !
أكرر - دائماً و أبدا - الشكر و العرفان للدكتور ( محمد ) الأب الروحى لمنتدى ( روايات2 ) ، على اهتمامه برعاية هذه التجربة الوليدة ، و لكل أسرة التحرير و الكتابة من الأعضاء الموهوبين ، و حتى لأعضاء جروب السلسلة على موقع ( الفيس بوك ) الشهير ، و عددهم حتى الآن 44 عضو ..

باب : موضوع العدد

باب : شعر و نثر

أميرتي سأغادر عالمك نهائيا





* سيدتي الجميله *
أعدكِ بأنها ستكون الأحرف الأخيرة
فروحي سوف تخرج من جسدي النحيل
و سأغادر عـالمـك نهائياً
في هذه الأحرف الأخيرة
لن أعاتبك و اشتكي منك
و لن أستجدي الحب و العشق منك
ولن أطلب رؤيتك. أو سماع صوتك
وقد محيت رقم جوالك ومحيت طيفك
لكن , أكتب لأقول لك

*
أحبك *


لذلك قررت أن أخرج
من ضجيج الصمت
الى صمت الكلام
قررت أن أخرج من حريق الأنفاس
وأدخل في تفاصيل الغرام
قررت أن أعود اليك ياقلمي راجياً أن تكتب لها كما لم تفعل من قبل
راجياً أن تكتب لها كم أحبها
كم أشتاق إليهـا
كم أحلم بقربهـا
اكتب لها عن دموع ذرفتهـا
دموع بعدد نبضات قلبٍ هو ملكهـا
دموع ذرفتها خوفاً عليها
خوفا من الأيام
خوفا من الفراق
اكتب لها عن ولعي بعيناها
عيناها التي تملأ الدنيا جمالاً
تملأها حناناً
تملأها كلاماً


اكتب لها عن عيناها التي لم أمل يوماً بالنظر إليهــا
اكتب لها عن يديها
اكتب لها كم انا اهوى تلك اليدين
اكتب لها من أكون عندما تقترب أطيافها من واقعي
اكتب لها عن ضعفي عندما الأمسها
اكتب لها بأني عزفت على أوتـار عودي دستور عشقهـا
اكتب بما في قلبي من مرهف الاحساس
اكتب لها أن نبضات قلبي كلها وفــاء


كلها حب
كلها أشواق
كلها إنكسار وخوف
اكتب لها من اكون أنا . ومن تكون هي
اكتب لها انهـا
بداية الحب ونهايته
أوله وأخره
ألمه وحزنه
جنونه وتعقله
غيابه وحضوره
ثورته وسكونه
دمعته وإبتسامته
إستسلامه وقتاله


اكتب لها انهـا كل الوجود
اكتب لها عن كل مارسمته . كل مالونته
اكتب لها عن أيامي كيف تمر وانا أبحر بين شواطئها . وأرسو عند موانئها
اكتب لها اني احبها . وسأظل دوماً احبهــا
اكتب لها واخبرها أن لاتقسو علي
اكتب لها كم عانيت من تعبي . من غربتي . وتشردي . وتذبذبي
اكتب لها لتفتح لي صفحـةً في دفترهـا
اكتب لهـا لتمنحني رايـةً بيضـاء من يديهـا
تبـاً لك ياقلمي لاتتوقف


اكتب لها قصائد غزلٍ رقيقـة
أكتب لها أن في القلب أحـلام . وأنهـا
شمس أحلامي


أكتب لها أنني أريد وأريد . وأريد
ففي النفس الآف الرغبات الدفينة
وفي القلب أحـلامٌ كثيرة سجينـة
أكتب لها عن رحلتي اليتيمـة
وعن أيـامي وليالي الحزينـة
أكتب لها كم من الأمـاني تموت في قلبي شهيدة
وعلى أعتاب القدر تتكسر أحلامٌ وليـدة
اكتب لها بأنني لا أريد أن يكون حبنـا سراب
وأحـلامنـا ضبـاب
والآمي وصبري عـذاب
أكتب لها أنني أريـد
أن نمـلأ الأرض حبـاً
والحيـاة عـطـراً
وعنـدمـا يمـوت الوقت
وننسى المكـان
نبقى معـاً
بقلم / ( سفيرة المشاعر )



باب : رواية مسلسلة

ثمن الإنتقام

الجزء الأول



تمهيد:
لم تخف (هند) إعجابها بفستان السهرة على واجهة المحل ، وهو يحمل بصمة ماركة شهيرة تحبها ، لكن نظرها رغم ذلك ، لم يحد لحظة عن هدفها الرئيسى ، و راقبت في السطح العاكس لزجاج الواجهة رجلا متوسط القامة بمعطف بنيّ ، يخرج من سيارة سوداء يرافقه ثلاثة رجال ضخام الجثة في بذلات سوداء ، تبرز بوضوح أن مهمتهم الحراسة الشخصية ..

توقف الرجل ذو المعطف البني لحظة ، ينظر لواجهة المطعم المقابل له كأنما ليتأكد من المكان ، قبل أن يحول بصره فجأة إلى الشارع في حركة دائرية ، و خيل إليها أنه توقف عندها تحديدا بعينه المخفيتين خلف نظارات سوداء ، قبل أن ينزعهما ببطء ، و أحد الغوريلات ينظر ناحيتها بدوره ..

و دون لحظة تردد ، هزت رأسها دون أن تثير الانتباه ، ثم دخلت محل الأزياء ، و لم تستطع طرد شعور مقبض جعل قلبها يخفق بشدة ..




01


تنهد (يوسف) رجل المخابرات المصري الشاب و هو ينتظر داخل سيارته السوداء الصغيرة في شارع شهير بـ( لندن ) ، في يوم صيف خجول من ( مايو ) ، رفع كفه إلى فمه متثائبا ، قبل أن يلقي نظرة على ساعة يده ..

كان يراقب منذ مدة رجل أعمال إسرائيليا يدعى ( آدم كوهين ) ، و قد دخل في تلك اللحظة مطعما لندنيا راقيا ،
لم يكن يعرف بالضبط الهدف من مراقبة الرجل ، أو أية معلومات تفصيلية عنه ، لكنه يدرك تماما أهمية القاعدة الأولى في عالم المخابرات :
" المعرفة بقدر الحاجة "

و هو لم يكن بحاجة لمعرفة الكثير حتى ينفذ الأوامر.
وطوال اليوم ظل يتتبع الرجل كظله. التقط أكثر من صورة له في لقاءاته و تحركاته ، و سجل الأسماء و العناوين في مفكرته الصغيرة ..

فرك (يوسف) عينيه ، و ارتشف من كوب القهوة الساخنة الموضوع على تابلوه السيارة ، قبل أن ينظر لساعته بقلق ..

لقد مرت عشر دقائق على دخول ( كوهين ) للمطعم ، و عشر دقائق منذ دخل هو السيارة مع كوب القهوة الذي حصل عليه من آلة التوزيع بالشارع ..

و المفروض أن تدخل زميلته ( هند ) وراء الإسرائيلي بعد هذه الدقائق العشر..

وضع كوب القهوة جانبا .. التقط جهاز اللاسلكي الملقى على المقعد المجاور ، و قال و هو يضغط زرا:
- ( هند ) .. ماذا تفعلين عندك ؟!

جاوبه الصمت مطبقا .. عاود (يوسف) النداء:
 - (هند) .. ماذا تنتظرين ؟ .. تحركي .

نظر من بعيد .. كانت سيارتها تقف غير بعيد من المطعم .. نزلت فور توقف سيارة الإسرائيلي ، و تظاهرت بمراقبة معروضات محل أزياء عالمي ، قبل أن تدخل المحل بالفعل لكي لا تلفت انتباه الغوريلات التي تحرس (كوهين) ، و تحرك أعينها الذئبية في جميع الإتجاهات ، بينما يدخل هو من بوابة المطعم ..

كان طبيعيا أن يشعر دوما بالقلق على زميلته .. ليس نوعا من الشك في قدراتها وكفاءتها .. لا ..
(هند) بغض النظر عن كونها زميلته ، فهي خطيبته و حبيبته ، و مشروع زواجه القريب جدا ..

كان قد فاتحها فقط بالأمس في موضوع الزواج ، و قبلت هي بحياء تقليدي لم تترك فيه الحياة العصرية التي تعيشها و لو خدشا واحدا ، ثم اتفقا على أخذ إجازة طويلة فور إتمام هذه المهمة ..

و هو الآن شديد القلق على غيابها ، و عدم ردها على جهاز الإتصال ..

خرج ( يوسف ) من سيارته على عجل ماسكا جهاز تتبع يرشده إلى مكان ( هند ) عن طريق إشارة اللآسلكي .. دخل المحل الذي رآها تلجه من قبل ، و حول عينيه في الصفوف المتراصة من الثياب غالية الثمن ، محاولا عدم لفت الإنتباه .. تظاهر بالبحث في صف من البذلات ، و عيناه المدربتان تفحصان المكان ، قبل أن يلفت انتباهه باب جانبي ، انتهز أول فرصة ليعبر منه .. ثم على ضوء إرشادات الجهاز ، انتهى إلى زقاق ضيق يفضي إلى الساحة الخلفية المشتركة لمجموعة المحلات من ضمنها المطعم حيث تراصت حاويات للقمامة و صناديق مختلفة ، قفز من إحداها قط بحجم ملفت ..

فطن ( يوسف ) إلى أن ( هند ) دخلت المطعم من بابه الخلفي ، باب المطبخ ..

لكن الجهاز الذي يحمله بيده نبهه إلى أن ( هند ) موجودة هنا !!
أخذت ضربات قلب ( يوسف ) تتسارع ، و هو يتساءل :
 - ما الذي يعنيه هذا : ( هند ) هنا ؟
 
و بدأ خياله ، من فرط خوفه ، يرسم صورا مريعة ..

توقف لحظة يتلفت هنا و هناك كقط مذعور ، في حين ظلت بيانات الجهاز مصرة على أن ( هند ) قريبة ..

لكن عينيه لم تلتقطا شيئا ، فقط صناديق القمامة أسفل جدار المطعم ترمقه باستفزاز ..

عاد يتأكد من جهازه بجنون : (هند) هنا حتما ..!

أخذ يدور في المكان كالمسعور .. فتش في كومة من الصناديق تفوح منها روائح السمك  نتنة .. و وطأ على ذيل قط كشر عن أنياب مطلقا صوتا أجفله ، و بث فيه المزيد من الذعر .. ثم غير بعيد اصطدمت قدمه بشيء صلب ، تعرف فيه فورا لاسلكي (هند) شبه المحطم ..

أخذه من الأرض بحركة ميكانيكية ، و وجهه ممتقع ، قبل أن يعود ليبحث في المكان و يثير المزيد من الفوضى قالبا صناديق القمامة واحدا تلو الآخر ، و هو يقول جزعا :
- رباه .. (هند) .. لا .

و فجأة التقطت عيناه شيئا ..

جزء من كعب حذاء نسائي يتدلى فوق حاوية قمامة ..
كالمجنون اندفع نحو الحاوية قلبه يدق كالقنابل ..

رفع غطاء الحاوية و وجهه في شحوب أشد من شحوب الموتى ..

و اكتشف أن مخاوفه تتحول إلى حقيقة ، حقيقة مرة قاسية ..
كانت هناك جثة لفتاة في العقد الثالث من عمرها ، شعر أسود طويل مشتت ، خصلات دامية منه تغطي معطفها الممزق ، و تصبغ بالأحمر قميصها الأبيض عند الرقبة دماء تسيل من فكها المحطم ببشاعة ، تشي عن خضوعها لتعذيب سادي ..

سقط (يوسف) على ركبتيه ..
 
منهارا ..
 
ذاهلا ..

لا يصدق ..

(هند) ..

لماذا؟؟ ..

( هند ) ؟!..


منظر الجثة الموحي بما تعرضت له من وحشية أجج في صدره و عقله أتونا من النيران ، بركانا من الغضب ، جحيما لا يهدأ ..

و كل ما ملأه بعد تلك اللحظة ..
 
هو رغبة عارمة في الثأر  ..

بأي ثمن ..

أي ثمن ..


02



كان الحزن يقطر من كلمات مدير مكتب ( أوربا ) و هو يقول للعميل ( مجدي ) :
- إجراءات نقل الجثمان تمت بدون مشاكل .

و كأنما ليقاوم غصة احتبست بحلقه أردف :
- لم تتوصل تحريات الشرطة لشيء بعد .

قال ( مجدي ) بهدوء وبصوت خافت :
- أما عن تحرياتنا نحن ؟

كان المدير واقفا أمام الشرفة الزجاجية ، يشاهد ضباب ( لندن ) في تلك الساعة المبكرة من الصباح ، بعد يوما وحسب من الحادثة الأليمة ، و صمت طويلا قبل أن يجيب عن السؤال ، و هو يعود ليجلس على مقعده خلف المكتب :
- ما زال البحث جاريا ..

وأردف :
- لا توجد دلائل كثيرة بمسرح الجريمة ، مما يدل على أن ما حدث للشهيدة ( هند ) هو عمل محترفين ، عمل وحوش محترفين بالأحرى ، غير أننا بالرغم من ذلك حصلنا على عينة للحمض النووي التي عزلتها الشرطة إثر تشريح الجثة  .

- وتمكنتم من معرفة الجاني؟
 
- ليس بعد .. مقارنة الحمض النووي تتطلب وقتا .. لم تصل الشرطة لشيء من جهتها ، و نحن نحاول مع سجلاتنا الرقمية الحديثة .

و أردف بعد لحظة صمت لم ينبس فيها ( مجدي ) بكلمة ، وظل يراقبه بهدوء خيل للمدير أنه يكتم إعصارا من المشاعر العنيفة :
- من جهة أخرى : افترضنا أن ( آدم كوهين ) تنبه إلى أنه مراقب من طرف عميلتنا فشرع بتصفيتها .. و هو يملك طاقم حراسة شخصية محترف إلى حد ما .. أعضاؤه مجندون سابقون بالجيش الإسرائيلي .

و أردف و هو يفتح ملفا ، و يتفحص صورا :
- ( آدم كوهين ) ضابط مخابرات سابق اعتزل العمل في المخابرات بعد أن ذهب كبش فداء إثر عملية مصرية ناجحة على الأراضي المحتلة .. لهذا يكن كرها شديدا للمصريين .. تحول إلى رجل أعمال و كون ثروة من تجارة المخدرات و الأسلحة .. نشك في أنه جاء إلى ( لندن ) لعقد صفقة مع منظمة إرهابية بهدف القيام بعمليات تدميرية كبيرة في ( مصر ) .

قال (مجدي) :
- أعرف هذا .. لكن الطريقة الوحشية التي تم بها قتل العميلة (هند) .. و الاعتداء .. ينم عن طبيعة متوحشة همجية .. ( آدم كوهين ) ضابط مخابرات سابق و يعلم أنه بهذا سيثيرنا ضده بقوة .. لو علم أنه مراقب لفكر بالأحرى في خطف (هند) وإخفاءها ومعرفة ما مدى إطلاعنا على مخططاته بدل قتلها بذلك العنف السافر .

ابتسم المدير بشحوب وقال :
- لقد قلت إنها فقط فرضية .

ومد الملف إلى العميل (مجدي) مردفا :
- ستجد هنا كل التقارير و الصور التي جمعها العميل ( يوسف ) و الشهيدة ( هند ) حول ( آدم كوهين ) .. أرجو أن نجد من فعل هذا بالشهيدة ( هند ) في أقرب فرصة .

التقط ( مجدي ) الملف و وقف صامتا لحظات قبل أن يقول :
- اسمح لي بالانصراف الآن .

و دار على عقبيه مستعدا للمغادرة بالفعل ، حين استوقفه المدير قائلا :
- تذكر جيدا أيها العميل ( مجدي ) .. و هل يجب أن أذكرك بهذا ؟ فتاريخك يشهد لك .. لكن من يدري ؟ لا تنس أنه يجب أن نفصل بين عملنا ومشاعرنا .

التفت ( مجدي ) له و قال بهدوء :
- خطأ يا سيدي .. عملنا كله يعتمد على المشاعر و العواطف .. أليس ما يحركنا في كل لحظة حب الوطن .. أسمى المشاعر جميعها ؟.. سأجد من فعل هذا بـ( هند ) و أنتقم منه .. و سأفعل هذا من أجل الوطن .

لم يعقب المدير و إنما أومئ برأسه موافقا ، فغادر ( مجدى ) بخطوات واثقة ، أقفل الباب و كله عزم و تصميم على كشف الحقيقة ، و القصاص للشهيدة ( هند ) .

و للوطن .


*

(  يـــــــــــــتـــــــــــــــبـــــــــــــــــع )
بقلم / عبد العزيز أبو الميراث ( sifaw )


باب القصة القصيرة


حيرة في الظلام


الظلمة شديدة و لا صوت .. مجرد صوت ..

من المستحيل عليه معرفة هل عيناه مفتوحتان أم مغلقتان ؟  ليفعل عليه أن يتحسس وجهه بيده .. لكنه لا يستطيع

" أين أنا بالضبط ؟ هل أحلم ؟ "

لا يستطيع التركيز مع ذهنه المشتت .. هل فقد ذاكرته ؟ .. حاول تجميع الشتات ..

" نعم .. أتذكر .. اسمي ( تامر ) .. بداية طيبة .. لكن أين أنا ؟ .. وكيف وصلت إلى هنا ؟ "

طرااخ !

" آآي .. لا أعرف أين أنا بالضبط .. لكن السقف قريب جدا .. جدا  .. آآي .. صدمت رأسي بالسقف و الآن لا أستطيع مد يدي أتحسس مكان الضربة .. اللعنة "

" هييييييه .. هل من أحد هنا ؟؟ "

لا إجابة في الأفق ..

الصمت .. الصمت التام .. الصمت التام الكئيب .. الصمت التام الكئيب الموحش ..

" تمهل يا ( تامر ) .. و تذكر .. كنت أقود السيارة  في طريقي لموعدي مع ( زينب ) .. و .. و .. لا شيء .. لا أتذكر .. اللعنة .. عااااااااا ! .. ركز جيدا يا ( تامر ) .. السيارة .. الليل و الطريق المظلمة خارج المدينة .. ثم .. لا شيء .. مهلا .. لا .. هناك ذلك الألم .. ألم كالنور الأبيض الباهر .. يفوق الوصف .. أشخاص يتحدثون من حولي دون أن أسمع ما يقولون أو أتبين أجسادهم .. أشباح قصيرة القامة برؤوس كبيرة و عيون سوداء .. لا .. كانت مجرد خيالات متموجة .. متداخلة بالأحرى  .. أردت أن أخبرهم بأني أتألم .. لكني لم أستطع .. ثم .. ظلام .. اللون الأسود يغطي كل شيء كما يحصل الآن "

" هل أكون اختطفت من قبل كائنات فضائية .. وأنا الآن محبوس في طبقهم الطائر نحو كوكب مجهول .. ماذا أقول يا ربي .. جننت ؟؟ .. عرفت .. أنا في غيبوبة .. راقد في المستشفى في غيبوبة .. لا .. عندما نكون في غيبوبة لا نصدم رؤوسنا بالسقف .. ماذا يحدث لي إذن يا رب ؟؟! .. وهذا السكون القاتل ؟ ..  ربما .. نعم .. الأنوار التي رأيت تشبه الأنوار على طاولة العمليات الجراحية .. لا بد أنه حصلت لي حادثة و أنا الآن راقد بالمستشفى .. أعمى و أصم .. لا .. لا يمكن أن أكون أصما لأنني سمعت صوتي و أنا أصرخ منذ قليل  ..  ربما يستطيع الصُم أن يسمعوا أصواتهم .. لا .. ماذا أقول ؟ حين يكون المرء أصما فهو أصم .. إذن ماذا ؟ "

" ساعدوني .. أرجوكم .. هل من أحد يسمعني؟ .. أنا محبوس هنا أنجدوني "

يضرب السقف الهابط برأسه .. بيديه العاجزتين إلى جانبيه .. يتحرك في كل الاتجاهات ما استطاع ..

لا فائدة ..

يثور .. يهتاج ..  لكن السكون يغلبه .. الظلام الأسود يغطي ثورته بمعطفه الثقيل .. موجات السكون تهدئ من هياجه ويحس في فمه بمذاق اليأس و العجز ، فيصرخ في محاولة أخيرة ..

" لااااااااااااااااااا"

" أتذكر أشياء أخرى .. نعم .. كلمات .. لكن لا .. مستحيل .. لا "

يشعر بالهواء من حوله يتبدد .. بأنه يختنق .. يثور من جديد .. يصرخ مستهلكا المزيد من الهواء .. يضرب بيديه وقدميه وكل جسمه ..

لا فائدة ..

" يا إلهي لا .. لا .. لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا "

لكن الكلمات ما زالت تطن في رأسه .. كلمات بصوت أقرب للهمس .. كما لو أنها قادمة من عالم آخر ..
" إنا لله وإنا إليه راجعون .. رحمك الله يا ( تامر ) .. يا ولدي "
 
كلمات مصحوبة بصوت التربة الساقطة على سطح خشبي ..


( تمت )
بقلم / عبد العزيز ( Sifaw )



باب القصة الكاملة

أدهم صبرى...بين الأبعاد......



فى هذه السلسة نتتبع ( أدهم صبرى ) بين الأبعاد
زى سالم و سلمى كده ، بس بطل السلسة اسمه مختلف..
اسمه أدهم...
أدهم....
أدهم....

نبذه عن هذا البعد
هذا البعد الذى نحن فيه يتميز بالصراحة والوضوح
بعد لا تقوم الحكومات فيه بملء الدنيا صراخا حول حقوق المواطن و أهمية محدودى الدخل وكل هذا الكلام
ولكن الأمور تتم بصراحة و على المكشوف
فى هذا البعد الوظيفة الأولى و الثانية و العاشرة لأى حكومة ناجحة هى التفنن فى خنق و تعذيب و المواطنين و جعل حياتهم جحيما...
هذا البعد يحتاج رجلا من نوع خاص...
خاص جدا...
جدا....
جدا...

1 - ح.م.987

اندفع المارشال فتحى بحاملة المواطنين987-الاسم الذى يطلقه سكان هذا البعد على الأوتوبيسات-فى حركات مراوغة و هو يقترب من المحطة حيث احتشد مئات المواطنين.
أضاء النور الأحمر فوق باب النزول ليتهيأ المواطنون للقفز فلم تكن لديه أي نيه لتخفيف السرعة ثو تحول المصباح الى الأخضر ليتدافع الناس قافزين من الحاملة لأنهم لو انتظروا القفز فى المحطة فلن ينزلوا أبدا..
استمر المارشال فتحى فى مناورته..
كى يجعل حياة المواطنين جحيما...
استمر المارشال فتحى فى مناورته..
لكنه لم يكن يعلم أن بين تلك الجموع يقف الرجل..
م-1..
-1...
1...
2- م-1


حرف الميم يدل على أنه مواطن فريد من نوعه
يجيد كافة أنشطة المواطن الحقة
من أول شراء الخبز من الطابونة...
وحتى شراء الفراخ من الجمعية الاستهلاكية...
شعاره فى الحياة:"لا يوجد طابور محكم خال من الثغرات"
كل طابور فى الدنيا له نقطة ضعف و لابد تتيح لك الوقوف فيه..
بل وربما الوصول إلى أول الصف كذلك..
ويجيد اللحاق ب والنزول من جميع حاملات المواطنين بكل موديلاتها وأنواعها...
وغير هذا الكثير من المهارات التى لا تسعها هذه السطور القليلة...

أما الرقم واحد فلا يدل على شيء لأن حرف الميم دل على كل شيء!!
طب ليه كتبته؟؟؟
بديهى...عشان لو لقينا مهارات جديدة نبقى نلزقها فى الرقم...
رقم واحد...
واحد..
واحد..
3- الأسد الأصلع

أصلع الرأس..كالخرتيت ينسدل شعره الأسود الفاحم على جانبى جمجمته..
أصلع الرأس..تلتمع عيناه بنظرة تحد واضح لا يفوقها إلا التماع صلعته الغراء تحت شمس الظهيرة المحرقة..
والتماع صلعة البطيخة التى يحملها تحت إبطه كأى مواطن محترم يحاول أن يبدو كأنه موظف..
أصلع الرأس..يراقب بعين الصقر عشرات المواطنين و هم يقفزون من ح.م.987 (حاملة المواطنين 987) قبل وصولها إلى المحطة..
ومئات المواطنين المترقبين ثانية وصولها حتى يقفزوا فيها وهى مسرعة...
أصلع الرأس..ولكنه مصمم على الركوب..
أصلع الرأس..وسوف يعلم المارشال ففتحى درسا لن ينساه...
أبدا...

(عادى يا جماعة أدهم صبرى فى البعد ده جاله صلع مبكر..بتحصل)
4- البِستم الفولاذى

تذكر المارشال فتحى المشهور بين أقرانه بالبستم الفولاذى(بكسر الباء والتاء وسكون السين والبستم لمن لا يعلمون هو أحد أجزاء المحرك)..
تذكر حياته الشاقة من التدريبات على إحالة حياة المواطنين جحيما..
تذكر أنه مسجل أعلى كمية إصابات بين المواطنين أثناءخدمته بين صفوف (هيئة نقل و كسر وسحل و رفس وكبس المواطن) المعروفة اختصارا ب:هـ.ن.ك.س.ر.ك.م أو هنكسركم....
تذكر كل هذا وهو يرى جموع المواطنين فى انتظاره..
وفرت دمعة سعادة من عينيه وهو يقول لنفسه:
"
مرحى....يبدو أننى سأسجل اليوم رقما قياسيا جديدا...."

ولكن...
ولكن ما هذا الذى يغشى بصرى؟؟؟؟

كان م-1 يقف فى منتصف الطريق وقد أغشى الضوء المنعكس على صلعته و بطيخته عيني المارشال فتحى مما دفعه إلى الارتباك لمدة ثانية و احدة..
ثانية واحدة فقط و لكنها كانت كافية ليعمل المواطن...
المواطن المستحيل...
5- المعجزة

أجمع المواطنون الذين شهدوا اللحظات التالية على استحالتها وبعضهم لم يصدق أنها حدثت حتى الآن على الرغم من أنه كان فى قلب الأحداث..
لقد قذف أدهم البطيخة الى أعلى بكل ما اوتى من قوة ثم ركض باتجاه الحاملة و الى يسارها بسرعة شديدة ثم بقفزة أقل ما يقال عنها أنها مذهلة جلس بجوار المارشال فتحى..
و بلكمة عنيفة أرسله الى عالم من اللا مركزية....
ثم ضغط فرامل الحاملة بكل حزم فقط عشان تعمل خمسة و تستقر فى استكانة الى جانب الرصيف
ليصعد المواطنون البؤساء اليها و لأول مرة وهى واقفة على جانب الطريق...

ثم مد أدهم فى ثقة وحزم ذراعه المفتوحة الى خارج النافذة فقط لتسقط فى يده تلك البطيخة الثمينة...
فهو على كل حال ليس مجنونا ليضيع بطيخة يربو ثمنها على ثلاثة وعشرون جنيها و خمسة وسبعون قرشا من أجل أن يركب الحاملة..
لقد كان يفضل الموت...آ...إحم...العودة الى البيت ماشيا من أجل ربع هذا المبلغ..

ثم بركلة كالقنبلة طبع حذاءه على مؤخرة المارشال فتحى ماقيا به خارج الحاملة و هو يصرخ و يتوعد
فأطلق أدهم ضحكة ساخرة عالية و هو ينطلق بالحاملة بمهارة تاركا المارشال فتحى و قد تغير لقبه
وأصبح :"البستم المصدى"....

بقلم / AHMAAAD



ظهور الحب

ميتافيزيقا رومانسية

تجمعت دمعة كبيرة فى عيناها و هى تودعه ..

لم يكن يمقتها لكن قرار انفصالهما المؤقت كان حتمياً ، لإعادة تصفية الأجواء التى ألمت بهما مؤخراً ، بعد شعوره بالفتور المفاجئ نحوها ، لم تعارضه و هى تبتعد فى طريقها الى تجمع الحافلات المتجهة للمدينة المجاورة ، و تمسح دموعها بمنديل تارة ، و تتجاهلها فتسيل صانعة أخاديد على وجنتها الوردية تارة أخرى ..

كان بحاجة لها ، لذا كان عليه الإبتعاد عنها ! الإبتعاد سبيله للقيا ، الإبتعاد سيعيد الحنان لقلبه تجاهها ، هذا أوقعه فى حيرة ما نوعاً ، هل الإقتراب أصبح داعياً للكراهية .. للبرود ؟!

إيقاع العصر نفسه يجعله يقوم بعشرة أشياء فى ذات الوقت ، فكيف يتمكن من تقييم حالته العاطفية ، و إيجاد الوقت الكافى لإصلاح قلبه أثناء إستمرار العلاقة ؟! إذن فهو سيحصل على إجازة حب إجبارية ، سيتمكن بعدها من ممارسة حرية حبه بالطريقة التى تجعله فى نشاط عاطفى .. نعم فللحب حرية تجعله حباً حقيقياً و ليس إجبارياً ، و نعم للعاطفة نشاط ينبغى أن يكون دائم ، و ليس خامدا مثير للملل و ربما البغض ..

و فجأة شعر بحيرة و هو يبتعد بدوره فى إتجاه معاكس لها ، ليهبط الى ما تحت الأرض ، حيث قطارات الضواحى النفقية : أيعود إليها مفجراً شرارة حب دافق ، أم يواصل فكرته كى لا يبدو متراجعاً أمامها ؟!

أيعود بسرعة الى حافلة حبيبته ليغلفها بمشاعره ، أم يواصل طريقه الى حيث القطار النفقى ثم يتخذ مقعده المفضل الى جوار النافذة الأخيرة من العربة ، حيث يتسنى له مراقبة البشر ؟

يرجع الى حافلتها ، يضع تذكرة القطار فى جيبه ، ثم يهرول داعياً أن تكون الحافلة ما تزال بالإنتظار ، و يخطئ عدة مرات أثناء بحثه عن الحافلة المنشودة ، حتى يلحق بها قبل غلق الأبواب ..

يتجه اليها و هى غافلة عنه ..

يشعر أنها أفضل لحظات حياته الرومانسية بحق ، و هو يبتسم حينما يجدها تنتهى من تجفيف دموع فاضحة ، أثارت تعاطف بعض الركاب ، و يغمغم فى أذنها فجأة :
- يالصغيرتى الحبيبة ! أمازلت تكفكفين تلك اللآلئ ؟

تلتفت بسعادة اليه بعدما أصاب صوته شغاف قلبها الرقيق ، تحيطه من الوضع جلوساً بذراعيها و الحافلة تتحرك بهما ، هاتفة بفرحة طفلة بريئة :
- كنت أعرف أنك ستعود ، لن تصدق لكنى كنت أعرف .. قلبى لن يفارق قلبك لحظة .

يتجاهل إلتفات الفضوليين إثر صيحتها ، و يكاد يخبرها أنه مصر على موقفه ، لكنه لم يفضل أن تبتعد حزينة هكذا كأنه وداع نهائى ، لكن عاطفتها الجياشة تحرجه و تلجم لسانه عن التلفظ بها ، فيسقط فى حيرة جديدة .. لكنه يصل لتسوية بصيغة هادئة النبرة و الأسلوب ، بحيث يتركها لتواصل طريقها ، و يعتذر لسائق الحافلة راجياً إياه أن يتوقف ، ثم يستقل سيارة أجرة ، و يبتعد أمام عيناها بالسيارة ..

أم يدخل التذكرة فى الماكينة ..

يدخلها قاطعاً على نفسه طريق العودة ، و تمرر بكرات ماكينة المرور التذكرة اليه من الطرف الآخر ، فيلتقطها و يدخل القطار ..

و يجلس على مقعده المفضل الى جوار النافذة الأخيرة من العربة ، حيث يتسنى له مراقبة البشر ، و ينزلق القطار السريع معلناً إبتعاد قلبه فى إتجاه مضاد عن توءمه ..

فيقرر كسر حدة حيرته ، و فعل شئ إيجابى سينتقل بعلاقتهما نوعاً الى أفق أرحب ..

يلتقط هاتفه المحمول ، و يضغط رقم واحد لفترة ، ليفعل الإتصال بها .. تظهر صورتها لثوان على الشاشة البلازمية ، قبل أن ترد مع أول جرس :
- كنت .. !

يقاطعها ببسمة حب :
- ستقولين أنك كنت تعرفين أننى سأفعلها ! أليس كذلك ؟

تقول بقلب مختلج و صوت متهدج اختلط بنفير القطار :
- لقد التقطت من طرف لسانى ما كنت سأقوله تواً ، يا حبيبى هل .. ؟!!

يعيد المقاطعة :
- هل تقبليننى زوجاً ؟

فتصرخ فرحاً ..

أيعود بسرعة الى حافلة حبيبته ، أم يواصل طريقه ؟!

لماذا يحس أنه تجاوز حيرته و طبق الخيارين معاً ؟!!

*     *     *

تركته و قلبى يدمى بدموع ستسقط طويلاً على روحى ..

كان حبيبى ليس كأى حبيب ، كان يرقص طرباً إذا ما أصبت هدفاً فى حياتى ، لكنى أقسم أنه أكثر أهل الأرض تحفظاً ، فلا يبدو على ملامحه أدنى انفعال مبالغ فيه .. كان الحزن و الألم المخيف يمزقانه إذا ما فشلت ، لكنه يشجعنى دون أن يظهر ذلك الألم متمتعاً بقدرة فذة على الإنفصال ..

كان حبيبى ليس كأى حبيب ..

لذا كان على أن أكون حبيبة مثالية .. لهذا أطعته ..

و ابتعدت ..

بلا مزيد من الإعتراض حتى لا أضايقه ، و فى الحافلة استطعت تمالك نفسى بصعوبة ، حتى لا تخالنى نفسى منافقة أمام نفسى ، فلم أبكى هكذا على وفاة أمى نفسها عندما كنت فى السادسة من عمرى ، عندما همس بغتة أحدهم فى أذنى اليسرى ، أثناء مراقبتى الطريق المندى عبر النافذة الكبيرة الى يمينى ..

« يالصغيرتى الحبيبة ! أمازلت تكفكفين تلك اللآلئ ؟ »


كانت المفاجأة حقيقية و جلية ، و السعادة طاغية ترقص لها أشد القلوب قساوة ، لم أدرى إلا و أنا أحيط كيانه بذراعى ، و أصيح :
- كنت أعرف أنك ستعود ، لن تصدق لكنى كنت أعرف .. قلبى لن يفارق قلبك لحظة .

نسيت العالم و غدا هو عالمى ، و صفاء عيناه سمائى ، و صوته الرخيم تغريد طيور قلبى ، قال و أنا ألتهم وسامته بعيناى إلتهاماً :
- سيطردنا السائق الكهل هكذا ، أم انسحب قبل إحراجى ؟

ساورنى القلق و أنا أسأله بلهجة مرتجفة مهتزة :
- ماذا تقصد ؟

مسح على شعرى قائلاً فى هدوء كبير :
- لم أستطيع وداعك و أنت حزينة فرأيت أن أشيع و لو بسمة صغيرة فى وجه الملاك هذا ، أو لم أفعل ؟

قلت بصوت مختنق و قد أدركت لعبته الرقيقة :
- بلى .. لكن بقائك سيشيع بسمة العمر كله ، أنت تريد تركى مرتين أليس كذلك ؟

قال بنفس أسلوبه الهادئ المقنع :
- و لما لا تسمينها أريد توديعك مرتين ؟ أنت تعرفين أن غيابنا قد يصل لشهر ، فترة مهمتى الجديدة ضمن فريق الآثار الذى أعمل به ، و التى طلبتها طواعية ؛ لنحصل على إجازة حب كما اتفقنا .. حبيبة قلبى .. لا أريدك أن تنبسى بكلمة أخرى ، إنفعالك سيجعل العبارات تخونك فقط سأنسحب الآن .. الى اللقاء .

ثم قبل يدى و ابتعد أمام عيناى الملتاعتين الحزينتين ، اللتان استنفذتا دموعهما بالفعل ، فلوحت له و هو يستقل سيارة أجرة .. و قطرات السماء تبدأ فى الهطول بدلاً من دموعى ، و بينما أراه من وراء نافذة الحافلة و نافذة سيارة الأجرة يشرئب بعنقه ، محاولاً متابعتى حتى آخر لحظة ، دق الهاتف معلناً أن حبيبى يتصل !

رددت بسرعة فى دهشة و هو يختفى فى الظلام مبتعداً ، و قلت له :
- كنت .. !

أردت أن أعبر عن تعجبى الشديد لأنه لم يكن يمسك بهاتفه وقتما اتصل ، رغم ذلك فقد اتصل فكيف بالله عليه ؟! لكنه فاجأنى :
- ستقولين أنك كنت تعرفين أننى سأفعلها ! أليس كذلك ؟

لم أدرى لماذا أيدته ، ربما لأن جزء منى كان كذلك قائلة :
- لقد التقطت من طرف لسانى ما كنت سأقوله تواً ، يا حبيبى هل .. ؟!!

أردت بشدة سؤاله :
- هل أنت فى القطار لأننى أسمع صوت نفيره ، كيف هذا رغم تواريك عن ناظرى منذ ثلاث ثوان ؟ هل هذه خدعة ما أم أننى أهذى ؟

لكنه قاطعنى أفضل مقاطعة فى حياتى :
- هل تقبليننى زوجاً ؟!

فصرخت بسعادة و غبطة ليس لهما مثيل ، متجاهلة ذلك اللبس :
- بالتأكيد .

فيما بعد ، و بعد أن أعتقد ركاب الحافلة أننى مخبولة ، أو حمقاء على أفضل تقدير ، و بعد أن رافقته فى رحلته الى تلك المحمية الأثرية بعد إجراءات زواجٍ قياسية ، و بعد أن استعدت ذكرى تلك الليلة المطيرة ، بشئ من الحيادية و التدقيق ، و أيضاً بعد أن شرحت له ما أردت سؤاله عن تواجده فى لحظتين و مكانين مختلفين ، أخبرنى حائراً - و فى دهشة - عما يدعى بـ ( حالات الظهور المتكرر ) ، عن ظهور نفس الشخص فى مكانين مختلفين .. و حتى أصبحت جدة ، ظللت أروى بسعادة تلك الظاهرة ، و السامعين إما بين مكذب أو ضاحك فى رضا ! لكنى لم أترك الزمن يؤثر فى تذكرى للحدث المدهش تلك الليلة ، و ظهور حبيبى الوحيد فى ( التاكسى ) و القطار فى نفس الوقت .. من أجلى ..

ظهور أقوى من عاملى الزمان و المكان ..

هذا لأنه ظهور الحب ..

*     *     *

بقلم / عصام منصور ( المحترف )
( تمت بحمد الله )
القاهرة 2009
باب : بالعامية

عن الحب نتكلم


عن الحب نتكلم هذا هو العنوان وهو بالضبط ما سنفعل... سنتكلم ببساطه عن الحب... لا، لن نتكلم عن الخادمه التى احبها ابن الباشا ولا عن قصة حب فى الجامعه كتب لها ألا تكتمل وبالطبع لن نتكلم عن احمد ومنى فلسنا فى فيلم من تلك الافلام العربى.

كلهم يتكلمون عن الورده ولكن لم لا يتكلم احدهم عن الاشواك؟ فالحب فى رأيى ورده محاطة بالعديد من الاشواك... غيره... قسوه... او جنون مطلق.

الم تسأل نفسك يوما ماذا لو كان من يحبنى مجنون... اليس الحب فى حد ذاته ضربا من الجنون؟
عن الحب نتكلم وهذا هو العنوان... مجموعه من القصص هى المضمون... فلنتكلم... عن الحب
الكتّاب
الباحث عن الحب..


الحلقة الأولى : هو


"بقينا حيوانات أكتر من الحيوانات نفسها، لدرجة إن قانون الغابة بقى بالنسبة للي إحنا فيه: البقاء للأصلح."

قريتوا الكلام اللي بين علامات التنصيص ده؟ ركزتوا فيه قوي؟ فهمتوه؟
طب إيه رأيكوا في الشخص اللي بيفكر بالطريقة دي، اللي قال الكلام ده؟
ممكن تقولوا إنه كئيب أو حساس أو يمكن واحد يعجبه اللي قاله ويقول:
- منين أجيب ناس بمعناة الكلام يقولوه؟ فينك يا راجل، من زمان؟ ده أنت قلت اللي على لساني..
بس يؤسفني إني أبلغكم إن اللي كتب الكلام ده (اللي هو أنا)مش بس كئيب ولا حساس، وماهواش الشخص اللي أخينا بيحلم إنه يقابله من زمان..
اللي قال الكلام ده (إللى هو انا كمان مرة) مختل عقلياً.. مريض منبوذ، كل الناس بتهرب منه لما بتشوفه، حتى أنتوا لو عرفتوه حتحاولوا تبعدوا عنه على قد ماتقدروا..
اللي بيفكر كده (اللي هو نفس الأنا) عمره ما اتحب من واحده، وعمره ما كان له صديق، وعمره ما عرف معنى الحياه.. لغاية ما شفتها..

الى لقاء مع حلقة جديدة بالعدد القادم

الحلقات بقلم / ( احمد يسرى ) صاحب الفكرة و ( محمد الباروكى )



مسابقة الكاتب الذهبى لشهر ( مايو )


يعلن منتدى روايات 2 كل شهر عن كاتبه الذهبى ..

التصويتات مفتوحة ، و حين يصير عدد المصوتين لائقاً ، و تدفع ثقافة التصويت المئات لإبداء آرائهم ؛ فأنا متأكد أن الإشراف ، سيخصص أقسام للمسابقة ، و سيجعل الفائزين عن أكثر من مجال من مجالات الأدب : قصة قصيرة - رواية - شعر - مقال - نثر و خواطر .. إلخ ..

و حتى تصبح المسابقة بتلك الضخامة ، نوافيكم بدءاً من هذا العدد ، بنتيجة المسابقة الشهرية ..

المنافسين و لقطة من جدولهم بيوم 30 مايو :

ِبِِِنتـــْ السعودِيهـْ
0
0%
أمير الأشجان
3
33.33%
المتخصص
0
0%
علاء
1
11.11%
Az_Bondok
2
22.22%
المحترف
1
11.11%
غصن البان
0
0%
ahmed_yousry
2
22.22%
المصوتون 9

بنظرة سريعة نجد ( أمير الأشجان ) يتصدر فى هذا اليوم ، يلاحقه (ahmed_yousry ) ، و رائهما (Az_Bondok ) ..

أما النتيجة النهائية فهى كالآتى :

( علاء ) هو الكاتب الذهبى


كما ننوه الى حصول كتاب السلسلة التى بين أيديكم : ( أدهم عبده ) ، ( علاء ) ، ( sifaw ) ، ( احمد يسرى ) ، ( رجل المستقبل ) ، ( المتخصص ) ، ( hysam ) على لقب محرر سلسلة روايات 2 ، و ( المحترف ) رئيس التحرير ..




مسابقة التميز لشهر ( مايو )

يعلن المنتدى كذلك عن التميز فى الموضوعات - الأعضاء - الإشراف ..

و كانت نتيجة هذا الشهر كالآتى :



مبروك للفائزين و موضوعات قوية جداً بالفعل ..




اسمها

Attribution-Noncommercial-No Derivative Works 3.0 Unported

 


المميزات :

لا يجوز بيع العمل بأي صورة كانت
لا يجوز نسخ المقال او اي اقتباس بدون الاشارة الي صاحب او كاتب العمل
لا يجوز التعديل او التحريف في العمل بتاتا

وكل هذا بالاضافة في الحفاظ علي حقوق صاحب الفكرة و المؤلفين أجمعين

وهذا هو الشعارالخاص

88x31.png

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق