كنت أفر بجلدى من الإنجليز ، عندما دخلت حانوت عطارة ، و ..!
و فجأة وجدت نفسى بجوار شاب عجيب الشكل ، ابتدرنى قائلاً :
- ايه يا ( مان ) ! ايه الحياة ؟!!
قلت له مصححاً :
- لأ .. اسمى ( صدقى ) .
ضحك بمجون قائلاً :
- ( صدقى ) .. ؟ ايه الأسماء القديمة ملة دى ، ما علينا معاك ( مومو ) يا مان ، من ( الكوربة ) انت بقى منين ؟
شعرت بالتوتر مع فقدانى للطربوش ، و لكن اختفاء العسكر من الشارع الذى وجدت نفسى به فجأة ، أزال قلقى و أنا أجيبه :
- ( مان ) تانى ؟ ما علينا ، أنا من ( القصاصين ) تلميذ بجامعة ( فؤاد الأول ) .
ظهرت علامات الإكتئاب على وجه الشاب ، و هو يقول :
- بقولك ايه ، انت هتطير الإستمورننج اللى لسه عاملها و الا ايه ؟! و حياة أمك لتقوللى ايه ظروفك بالظبط .
تنحنحت و قلت برصانة :
- طالما حلفتنى بـ ( تيزا ) ، اسمع يا سيدى أنا فجأة لقيت نفسى هنا ، بعد مطاردة أحد الإنجليز لى ، فى ( الغورية ) .
قال و هو يهرش :
- تيزا ؟! .. طيب .. انت قلّبت السايح ده في إيه ؟ لوكشة ( سمسونايت ) و لا حته ( نوكيا ) ؟
لم أستوعبه و لكننى خمنت مجمل مضمونه ، و على هذا أجبته :
- كلا .. لقد هتفت ضد الملكة .
ابتهج قائلاً بملامح غزاها الفهم :
- قشطة آخر حاجة ! أنا كده فهمت ، ياابن الإيه يا عفريت ! يوم ماشطحت فى السياسة نطحت ، يعنى انت اتقفشت فهبأت ؟!
انعقد حاجباى سائلاً باهتمام :
- هبأت ؟! تقصد ايه ؟
قال بيأس :
- يعنى كتيت يا شقيق .
قلت حائراً :
- كتيت ؟
قال شبه منهار :
- أيوه هربت داأنت ميح خالص ، المهم .. يعنى انت من بتوع المظاهرات الفكسانة و الـ ( الفيس بوك ) ، و اللبش ده ؟
استوضحت منه بوقار :
- ( فين أشك ) ؟ دى حركة نظامية جديدة ؟
قال بحماس مباغت :
- اسمه ( الفيس بوك ) يا صاصا ! نفّض و احلقلى !! ايه الإستمورننج بتاعتك : ( اس آر ) و لا ( ترامادول ) و لا تضرب ( سقارة ) أحسن ؟
قلت ماطاً شفتى :
- استمورننج ايه ؟ و ليه أضرب هرم ( سقارة ) ؟
شد شعره المنفوش و كأنما صعق منذ قليل ، و صاح :
- استمورننج يعنى اصطباحة ، و ( سقارة ) دى بيرة ، قصدى دماغك ايه .. الكيييييييييف ؟؟
قلت بنزاهة :
- آه .. لا .. أنا و لا فخر لا بتاع كاس ولا ترابيزة ، صحيح الخواجة ( كرياكوس ) صديقى ، بس أنا مستقيم .. أمال ؟
نظر لى نظرة عجيبة وقال :
- تعرف انك بتفكرنى باستايل ( يوسف وهبى )
قلت باحترام واضح :
- ( يوسف بك وهبى ) ده فنان الشعب ، لكن انت يافندى - لا مؤاخذة - ما بتفكرنيش بحد .
مرت فتاة جميلة فقال لها ( مومو ) :
- ايه يا مُزّة .. تتجوزينى و اغسلك المواعين ؟ معايا واحد من بتوع ( يا براميل القشطة النايحة ) ، إنما إيه نمرة .
توقعت ان تقول له : ( ياسِم ) ، و لكن المادموازيل تجاهلته للغرابة ، و هى تتحدث الى علبة صفيح أصغر من الكف ، و لما لاحظ ( مومو ) أفندى تركيزى على قطعة الصفيح ، قال و هو يدخن سيجارة كالقرطاس :
- ايه يا ( أبو صدقى ) ! إنت خط و لا كارت صحيح ، عشان عايز أعمل دقيقة .
قلت له :
- تعملها ازاى يعنى ؟
استشاط غضباً فجأة و أطبق على زمارتى ، صارخاً :
- ايه ياعم أنا ولعتلك سيجارة حشيش على بانجو ، و برضه مش قادر أفهمك ، ارحمنى هاموت .
هتفت مختنقاً :
- أنا اللى هاموت .. يا شاويش !! يا شاويش !
تركنى فى دهشة ثم سقط أرضاً ، و هو يضحك بعنف مثير للشفقة ، ثم فجأة نظر الى طويلاً ، لست أعرف لماذا شعرت أنه يعتقدنى مجنوناً ، ربما لأننى وصمته بنفس الصفة بأعماقى ، و لكنه سحب مديته ، وضعها فوق رقبتى قائلاً بلهجة متوعدة :
- أنت جبت أخرك معايا يا ( صدقى ) يابتاع ( القصاصين ) ، أبّجنى !
قلت فى توتر كبير :
- يعنى ايه أأبجك دى يا ( مومو ) يا بتاع ( الكوربة ) و لا المصيبة دى ! ، انت كل مصطلحاتك كده محتاجة قاموس ( الوجيز ) .
ازداد هياجاً وهو يصرخ مضحياً بنفسه مع تجمهر الناس :
- يعنى فكك وهات الـ(مانى) .. الكاشات .. قِب بالكام جندى اللى فى جيبك من غير كتر أرننة .
فهمته هذه المرة لكن بصعوبة ، و أخرجت له جنيهاً جديداً ، و بعض الملاليم اللامعة ، و عندما طالعه وجه الملك سقط قائلاً :
- أنا إتزاولت يامان ..!
و فيما بعد قال تقرير الإسبتاريا أن ( مومو ) تعرض لضغط عصبى ، و صدمة أدت الى غيبوبة ، بينما أنا أحاول تذكر معنى ( استمورننج ) بلا جدوى ..
و فجأة وجدت نفسى بجوار شاب عجيب الشكل ، ابتدرنى قائلاً :
- ايه يا ( مان ) ! ايه الحياة ؟!!
قلت له مصححاً :
- لأ .. اسمى ( صدقى ) .
ضحك بمجون قائلاً :
- ( صدقى ) .. ؟ ايه الأسماء القديمة ملة دى ، ما علينا معاك ( مومو ) يا مان ، من ( الكوربة ) انت بقى منين ؟
شعرت بالتوتر مع فقدانى للطربوش ، و لكن اختفاء العسكر من الشارع الذى وجدت نفسى به فجأة ، أزال قلقى و أنا أجيبه :
- ( مان ) تانى ؟ ما علينا ، أنا من ( القصاصين ) تلميذ بجامعة ( فؤاد الأول ) .
ظهرت علامات الإكتئاب على وجه الشاب ، و هو يقول :
- بقولك ايه ، انت هتطير الإستمورننج اللى لسه عاملها و الا ايه ؟! و حياة أمك لتقوللى ايه ظروفك بالظبط .
تنحنحت و قلت برصانة :
- طالما حلفتنى بـ ( تيزا ) ، اسمع يا سيدى أنا فجأة لقيت نفسى هنا ، بعد مطاردة أحد الإنجليز لى ، فى ( الغورية ) .
قال و هو يهرش :
- تيزا ؟! .. طيب .. انت قلّبت السايح ده في إيه ؟ لوكشة ( سمسونايت ) و لا حته ( نوكيا ) ؟
لم أستوعبه و لكننى خمنت مجمل مضمونه ، و على هذا أجبته :
- كلا .. لقد هتفت ضد الملكة .
ابتهج قائلاً بملامح غزاها الفهم :
- قشطة آخر حاجة ! أنا كده فهمت ، ياابن الإيه يا عفريت ! يوم ماشطحت فى السياسة نطحت ، يعنى انت اتقفشت فهبأت ؟!
انعقد حاجباى سائلاً باهتمام :
- هبأت ؟! تقصد ايه ؟
قال بيأس :
- يعنى كتيت يا شقيق .
قلت حائراً :
- كتيت ؟
قال شبه منهار :
- أيوه هربت داأنت ميح خالص ، المهم .. يعنى انت من بتوع المظاهرات الفكسانة و الـ ( الفيس بوك ) ، و اللبش ده ؟
استوضحت منه بوقار :
- ( فين أشك ) ؟ دى حركة نظامية جديدة ؟
قال بحماس مباغت :
- اسمه ( الفيس بوك ) يا صاصا ! نفّض و احلقلى !! ايه الإستمورننج بتاعتك : ( اس آر ) و لا ( ترامادول ) و لا تضرب ( سقارة ) أحسن ؟
قلت ماطاً شفتى :
- استمورننج ايه ؟ و ليه أضرب هرم ( سقارة ) ؟
شد شعره المنفوش و كأنما صعق منذ قليل ، و صاح :
- استمورننج يعنى اصطباحة ، و ( سقارة ) دى بيرة ، قصدى دماغك ايه .. الكيييييييييف ؟؟
قلت بنزاهة :
- آه .. لا .. أنا و لا فخر لا بتاع كاس ولا ترابيزة ، صحيح الخواجة ( كرياكوس ) صديقى ، بس أنا مستقيم .. أمال ؟
نظر لى نظرة عجيبة وقال :
- تعرف انك بتفكرنى باستايل ( يوسف وهبى )
قلت باحترام واضح :
- ( يوسف بك وهبى ) ده فنان الشعب ، لكن انت يافندى - لا مؤاخذة - ما بتفكرنيش بحد .
مرت فتاة جميلة فقال لها ( مومو ) :
- ايه يا مُزّة .. تتجوزينى و اغسلك المواعين ؟ معايا واحد من بتوع ( يا براميل القشطة النايحة ) ، إنما إيه نمرة .
توقعت ان تقول له : ( ياسِم ) ، و لكن المادموازيل تجاهلته للغرابة ، و هى تتحدث الى علبة صفيح أصغر من الكف ، و لما لاحظ ( مومو ) أفندى تركيزى على قطعة الصفيح ، قال و هو يدخن سيجارة كالقرطاس :
- ايه يا ( أبو صدقى ) ! إنت خط و لا كارت صحيح ، عشان عايز أعمل دقيقة .
قلت له :
- تعملها ازاى يعنى ؟
استشاط غضباً فجأة و أطبق على زمارتى ، صارخاً :
- ايه ياعم أنا ولعتلك سيجارة حشيش على بانجو ، و برضه مش قادر أفهمك ، ارحمنى هاموت .
هتفت مختنقاً :
- أنا اللى هاموت .. يا شاويش !! يا شاويش !
تركنى فى دهشة ثم سقط أرضاً ، و هو يضحك بعنف مثير للشفقة ، ثم فجأة نظر الى طويلاً ، لست أعرف لماذا شعرت أنه يعتقدنى مجنوناً ، ربما لأننى وصمته بنفس الصفة بأعماقى ، و لكنه سحب مديته ، وضعها فوق رقبتى قائلاً بلهجة متوعدة :
- أنت جبت أخرك معايا يا ( صدقى ) يابتاع ( القصاصين ) ، أبّجنى !
قلت فى توتر كبير :
- يعنى ايه أأبجك دى يا ( مومو ) يا بتاع ( الكوربة ) و لا المصيبة دى ! ، انت كل مصطلحاتك كده محتاجة قاموس ( الوجيز ) .
ازداد هياجاً وهو يصرخ مضحياً بنفسه مع تجمهر الناس :
- يعنى فكك وهات الـ(مانى) .. الكاشات .. قِب بالكام جندى اللى فى جيبك من غير كتر أرننة .
فهمته هذه المرة لكن بصعوبة ، و أخرجت له جنيهاً جديداً ، و بعض الملاليم اللامعة ، و عندما طالعه وجه الملك سقط قائلاً :
- أنا إتزاولت يامان ..!
و فيما بعد قال تقرير الإسبتاريا أن ( مومو ) تعرض لضغط عصبى ، و صدمة أدت الى غيبوبة ، بينما أنا أحاول تذكر معنى ( استمورننج ) بلا جدوى ..