٢٩ ديسمبر ٢٠٠٩

المشاهدة

كانت مجموعة من رجال يتحركون فى الأدغال ..

عندما توقف أحدهم و انتزع سيفه القصير ..

و مرره على صدره ليدميه قليلاً ..

و من ثم هاجمه الشئ ..


و انطلقت صرخته عالية .. هائلة ..

فتوقف الرجال ، لكن الشئ انقض عليهم ، فصرخ قائد المجموعة و هو يواجهه :

- تابعوا .. أكملوا أنتم طريقكم .

ثم ركض و هو يطلق عليه النار ، ليجتذبه الى إتجاه معاكس ..

و لكنه فوجئ بجرف وسط النباتات ، فلم يستطع منع نفسه من السقوط و هو يعدو ..

فى النهر ..

و بينما يقاوم قوة الشلال ليطفو ، كان يفكر أن الشئ امتنع عن مطاردته ..

و سبح القائد بإتجاه الشاطئ الذى تتخلله النباتات الإستوائية الكثيفة ..

و بعد وصوله للشاطئ سمع صوت ارتطام ضخم بالماء ..

فالتفت بسرعة ، ليرى سطح الماء يتموج و كأن هناك ما يسبح بسرعة تجاه الشاطئ ..


فتوارى وسط الأغصان و الطين البارد ..

كان الشئ يمتلك القدرة على الرصد الحرارى ، فرصد كائنا و أطلق عليه شعاعاً فتاكا دمره ..

و هنا ..

هنا فقط تنفس القائد الصعداء ، و بعد رحيل الشئ الذى كان فى مواجهته ، قال بدهشة ظافرة :

- لم يمكنه رؤيتى .

كان الشئ قد رصد تمساحا و ليس القائد الذى كان على مرمى حجر منه ..

و لم يره ..

و تسلق القائد الى نقطة مرتفعة ، و قام بجدولة بعض الأغصان لصنع حبالا بدائية ، ربطها بعدة فروع نباتية لصنع مصيدة ..

كان الوقت عصراً ..

و ظل هكذا حتى حل الليل ..

كان - بمعاونة النار - قد انتهى من صنع قوس قوى كذلك ، و أسهم مكونة من عيدان البامبو ، ثم بدأ فى دهان جسده كله تقريباً بالطين و الطمى الباردين ..

بينما كان الشئ الذى تخرج الزوائد من رأسه كضفائر الشعر يتفحص جماجم أعداؤه ..

البشرية ..

* * *


اكتشف سائق سيارة العائلة الخاص ، جريمة ابن كبير العائلة ..

فعاقبه و هدده بإبلاغ النيابة ..

ثم عفا عنه شريطة أن يصلح خطؤه ، و يتزوج الشغالة ( فتحية ) ..

و بالفعل ذهب السائق الى كبير العائلة الذى يعمل بائع ورود من وراء زوجته سيدة المجتمع ، و بمقابل أن يبقى عمله سراً عليه أن يوافق على زواج ابنه من ( فتحية ) ..

و بعد سبة و صفعتين على وجه الإبن وافق الأب ..

و بدأ العرس الذى كان على الطراز النوبى ..

* * *

خرج من الغرفة مرتدياً سترته و تجول قليلاً فى المكان ، ثم رأى عبر النافذة ذلك الأنيق يقوم بشئ ما فى الحديقة ..

فخرج و تأكد أنه بعيداً عن الأعين و حصل على ما كان الأنيق يخفيه ..

حقيبة ..

و أخفاها فى مرآب ، بالتحديد بداخل حقيبة أكبر و أكثر قدماً ، مخصصة لعدد الميكانيكا ، ثم انه قابل الأنيق ..

لم يتبادلا حرفا بينما شرع الأنيق الأعرج فى غسل السيارة ، حتى قال للأعرج على سبيل تفسير سبب وجوده فى المرآب :

- هذه السيارة طراز قديم .. تحصل على الكثير من البنزين .. كثير جداً .

ثم خرج ..

كان مضيفه ينادى على من تدعى ( سلمى ) ، التى كانت تمقت وجود الرجل الأول ، سواء فى الموتيل أو المطعم الملحق به ، و لكن المضيف صاحب المكان أكد لها أنه شاب صالح ..

دخل رجلان الى المكان و غازلا ( سلمى ) التى كانت تخدم فى الإستراحة ، فتدخل الرجل الأول و قال لهما :

- ألم تقل لكما الآنسة أن تغادرا ؟!

ثم اشتبك معهما بغتة فى قتال قصير ، غادرا على أثره شبه منهارين ، بل دفعا حساب الطعام الذى لم يطلبوه أيضاً ، بعد طلب الرجل الأول ، مضافاً اليه بقشيش ..

هنا تغيرت نظرة ( سلمى ) له ..

تماما ..
* * *
اشتد الصراع بين القائد و الشئ الذى بدا طوله مترين ..

و بينما يجتذبه القائد لقتله بإسقاطه فى الفخ ، هاجمه الشئ من نقطة أخرى و لكن ..

كان فيها فخ آخر ..

غصن شجرة سميك و ثقيل ، بضربة من القائد سقط فوق الشئ ، لكن ..

نهض الشئ مصاباً تتسلل من جروحه دماء فسفورية ، فقال القائد متعجبا :

- ماذا تكون ؟

فكرر الشئ بصوت عميق متذبذب :

- ماذا تكون ؟

رددها كما لوكان يختبر القائد ، ثم ضغط أزرار شئ معدنى و هو يحتضر ، فراح الجسم المعدنى يئز كعد تنازلى ، و الشئ يضحك .. و يضحك ..

بينما انطلق القائد يعدو كالمجنون ..

و دوى انفجاراً رهيباً ..

رهيباً حتى أن طائرة على ارتفاع آلاف الأقدام ، رأت دخانه العظيم ..

و وقف القائد و حوله الدمار الرهيب ..

و سمع صوت هليوكبتر تقترب ، و قطع الأغصان الملتهبة متناثرة فى كل مكان ..

و نقلته الهليوكبتر بعد مواجهة عجيبة ..

و رهيبة ..

و ابتعدت عن تلك الأدغال ..

و ابتعدت ..

و ابتعدت ..

* * *
وكأنما أرسله القدر لإصلاح حال تلك العائلة ، رصد السائق ابنة السيد و سيدة المجتمع ، ترقص و تتمايل على أنغام الموسيقا مع أصدقائها ، بذلك الملهى الليلى ..

لم تره ..

و بينما يصفق لها الشباب اختمرت فى عقله و عينيه فكرة جديدة ..

انه لا ينقذها شهامة منه فحسب ، و لكن يبدو أنه يحبها كذلك ..

رغم غرورها الارستقراطى الفظيع ..

و بحركة سريعة قبض على معصمها ، و جرها الى سيارة العائلة الضخمة ، وسط مقاومتها و قرارها المنفرد و المتسرع بطرده ، مما دفعه للقول ساخراً :

- لست مطروداً .. سأستقيل و لكن بعد توصيلك لأمك .

و فى القصر ..

اعترضت الفتاة على قهوة ( فتحية ) الشغالة ، فدافع عنها الإبن ، فتعجبت السيدة و التى لا تعرف علاقة ابنها بـ ( فتحية ) ، و تريد تزويجها بـ ( عبده ) الطباخ ..

و فى غرفة نومهما اعترف الزوج للسيدة بأنه يعمل بمهنة شريفة ، و لكنه لم يصارحها بماهيتها ..

* * *
لم يعلم الأعرج أن الحقيبة أخذها الضيف ، الضيف الذى استغل انشغال مضيفه و زوجته ( سلمى ) بذلك الحفل فى الموتيل ، و سعى لفحص الحقيبة عندما انفرد بنفسه أخيراً ..

و فى المرآب أعاد الحقيبة ..

و هناك فاجأته ( سلمى ) ..

كانت معجبة به أكثر من شكها فيه ..

حاولت اجتذابه لها ، و كان هو يفكر ألف مرة أنها - رغم فتنتها - ليست من حقه ..

و بعد انتهاء الحفل تعاونا على توصيل الزوج بعد سكره الشديد ، زوجها الذى لم يلاحظ حتى نظراتهما و لمساتهما المفضوحة ..

و عاد هو للمرآب ..

و فتح حقيبة الأدوات و ألقى نظرة ، ثم أغلقها و حملها عائداً الى غرفته أفضل بآخر الليل ..

كانت ( سلمى ) تمقت زوجها السكير كالموت ، لذا وبينما يحاول الضيف فتح الحقيبة ، استطاعت تنويم زوجها ، و عادت تقاطع الضيف و هذه المرة فى غرفة نومه ، لتسقطه فى حبائلها ..

و بدون مواربة سألها :

- أين يخبئ أمواله ؟!

قالت بجذل و قد فهمته :

- فى البنك .. و لن تطال منه قرشاً إلا بقتله .

فقال لها بهدوء :

- أنا لا أقتل .

قالت بحقد :

- ( منصور ) زوجى أحرق مصنع والدى ، و والدى احترق بالداخل .. ( منصور ) فعل هذا لرفض والدى عمل صفقة معه .

سألها :

- لماذا تزوجتيه إذاً ؟!

قالت :

- بسبب الفقر أجبرتنى أمى على الزواج منه .. و لكننى سأثأر لوالدى و أعيد ماله .

كان السر كله عند الأعرج ..

ترى من هو ؟ و ماذا وراءه ؟!..

* * *
قالت المذيعة للضيف :

- ( ستيف ) لقد استدار رأسك قليلاً !

قال الضيف الأصلع الذى حلق رأسه قريباً :

- قررت التغيير .. و طالما تشعرين بالإرتياح من داخلك ، فليس هناك مشكلة أن تغيرى خارجك .

قالت بإبتسامة :

- أرى هذا .. فانا أضع شعراً مستعاراً يومياً دون مشكلة !

قال الضيف الشهير :

- و تبدين لائقة .. اشتريت عدة حلاقة بـ49 دولار ، و حلقت رأسى فى ليلة عيد الميلاد أثناء وجود زوجتى و ابنتى فى الخارج للتسوق .. و عندما عادت زوجتى دخلت دون رؤيتى ، فقلت لها : هل ستدخلين بدون تعليق ، فالتفتت الى و ..!

بتر عبارته ليطلق صرخة أنثوية مرتفعة ، دفعت الجمهور الداخلى للصراخ و الضحك بعد استيعابهم أن الزوجة هى التنى صرخت هكذا ..

و قبل الفاصل التالى انتهى الحوار على أن قال الضيف أملس الرأس :

- لست أدرى لما يسعد النساء بحلاقة الرجل لشعر رأسه تماماً .

ثم ضرب مؤخرة رأسه الصلعاء مردفاً :

- لربما لأن هذا الصوت ، يصدر من ضرب اللحم النيئ !

فقالت المذيعة بجذل :

- هل يمكننى ضرب مؤخرة رأسك ؟!!

و عندما وافق صفعته بصوت رنان ..!

* * *

أغلقت تلك المرأة السمينة التلفاز ، و قالت و هى تمط شفتيها :

- إما كائنات فضائية بشعة الصوت ، أو فيلماً ينتهى دون أن أعرف ماذا حصل ، او أعرج كان يدفن حقيبة و ذو سر ، دائما ما يكون الأعرج ذو سر ! و الإختيار الأخير برامج لمذيعات صلع يرتدين شعورا مستعارة ، و يستضفن ضيوفاً صلعاً كالصخور ، لنشر ثقافة الصلع ..!! إما هذا أو نحترق مللاً ، و نغلق القنوات الفضائية و الأرضية و المريخية كذلك !

و ذهبت لجراحها لعمل عملية تدبيس المعدة !

* * *