كانت مجموعة من رجال يتحركون فى الأدغال ..
عندما توقف أحدهم و انتزع سيفه القصير ..
و مرره على صدره ليدميه قليلاً ..
و من ثم هاجمه الشئ ..
و انطلقت صرخته عالية .. هائلة ..
فتوقف الرجال ، لكن الشئ انقض عليهم ، فصرخ قائد المجموعة و هو يواجهه :
- تابعوا .. أكملوا أنتم طريقكم .
ثم ركض و هو يطلق عليه النار ، ليجتذبه الى إتجاه معاكس ..
و لكنه فوجئ بجرف وسط النباتات ، فلم يستطع منع نفسه من السقوط و هو يعدو ..
فى النهر ..
و بينما يقاوم قوة الشلال ليطفو ، كان يفكر أن الشئ امتنع عن مطاردته ..
و سبح القائد بإتجاه الشاطئ الذى تتخلله النباتات الإستوائية الكثيفة ..
و بعد وصوله للشاطئ سمع صوت ارتطام ضخم بالماء ..
فالتفت بسرعة ، ليرى سطح الماء يتموج و كأن هناك ما يسبح بسرعة تجاه الشاطئ ..
فتوارى وسط الأغصان و الطين البارد ..
كان الشئ يمتلك القدرة على الرصد الحرارى ، فرصد كائنا و أطلق عليه شعاعاً فتاكا دمره ..
و هنا ..
هنا فقط تنفس القائد الصعداء ، و بعد رحيل الشئ الذى كان فى مواجهته ، قال بدهشة ظافرة :
- لم يمكنه رؤيتى .
كان الشئ قد رصد تمساحا و ليس القائد الذى كان على مرمى حجر منه ..
و لم يره ..
و تسلق القائد الى نقطة مرتفعة ، و قام بجدولة بعض الأغصان لصنع حبالا بدائية ، ربطها بعدة فروع نباتية لصنع مصيدة ..
كان الوقت عصراً ..
و ظل هكذا حتى حل الليل ..
كان - بمعاونة النار - قد انتهى من صنع قوس قوى كذلك ، و أسهم مكونة من عيدان البامبو ، ثم بدأ فى دهان جسده كله تقريباً بالطين و الطمى الباردين ..
بينما كان الشئ الذى تخرج الزوائد من رأسه كضفائر الشعر يتفحص جماجم أعداؤه ..
البشرية ..
* * *
اكتشف سائق سيارة العائلة الخاص ، جريمة ابن كبير العائلة ..
فعاقبه و هدده بإبلاغ النيابة ..
ثم عفا عنه شريطة أن يصلح خطؤه ، و يتزوج الشغالة ( فتحية ) ..
و بالفعل ذهب السائق الى كبير العائلة الذى يعمل بائع ورود من وراء زوجته سيدة المجتمع ، و بمقابل أن يبقى عمله سراً عليه أن يوافق على زواج ابنه من ( فتحية ) ..
و بعد سبة و صفعتين على وجه الإبن وافق الأب ..
و بدأ العرس الذى كان على الطراز النوبى ..
* * *
خرج من الغرفة مرتدياً سترته و تجول قليلاً فى المكان ، ثم رأى عبر النافذة ذلك الأنيق يقوم بشئ ما فى الحديقة ..
فخرج و تأكد أنه بعيداً عن الأعين و حصل على ما كان الأنيق يخفيه ..
حقيبة ..
و أخفاها فى مرآب ، بالتحديد بداخل حقيبة أكبر و أكثر قدماً ، مخصصة لعدد الميكانيكا ، ثم انه قابل الأنيق ..
لم يتبادلا حرفا بينما شرع الأنيق الأعرج فى غسل السيارة ، حتى قال للأعرج على سبيل تفسير سبب وجوده فى المرآب :
- هذه السيارة طراز قديم .. تحصل على الكثير من البنزين .. كثير جداً .
ثم خرج ..
كان مضيفه ينادى على من تدعى ( سلمى ) ، التى كانت تمقت وجود الرجل الأول ، سواء فى الموتيل أو المطعم الملحق به ، و لكن المضيف صاحب المكان أكد لها أنه شاب صالح ..
دخل رجلان الى المكان و غازلا ( سلمى ) التى كانت تخدم فى الإستراحة ، فتدخل الرجل الأول و قال لهما :
- ألم تقل لكما الآنسة أن تغادرا ؟!
ثم اشتبك معهما بغتة فى قتال قصير ، غادرا على أثره شبه منهارين ، بل دفعا حساب الطعام الذى لم يطلبوه أيضاً ، بعد طلب الرجل الأول ، مضافاً اليه بقشيش ..
هنا تغيرت نظرة ( سلمى ) له ..
تماما ..
* * *
اشتد الصراع بين القائد و الشئ الذى بدا طوله مترين ..
و بينما يجتذبه القائد لقتله بإسقاطه فى الفخ ، هاجمه الشئ من نقطة أخرى و لكن ..
كان فيها فخ آخر ..
غصن شجرة سميك و ثقيل ، بضربة من القائد سقط فوق الشئ ، لكن ..
نهض الشئ مصاباً تتسلل من جروحه دماء فسفورية ، فقال القائد متعجبا :
- ماذا تكون ؟
فكرر الشئ بصوت عميق متذبذب :
- ماذا تكون ؟
رددها كما لوكان يختبر القائد ، ثم ضغط أزرار شئ معدنى و هو يحتضر ، فراح الجسم المعدنى يئز كعد تنازلى ، و الشئ يضحك .. و يضحك ..
بينما انطلق القائد يعدو كالمجنون ..
و دوى انفجاراً رهيباً ..
رهيباً حتى أن طائرة على ارتفاع آلاف الأقدام ، رأت دخانه العظيم ..
و وقف القائد و حوله الدمار الرهيب ..
و سمع صوت هليوكبتر تقترب ، و قطع الأغصان الملتهبة متناثرة فى كل مكان ..
و نقلته الهليوكبتر بعد مواجهة عجيبة ..
و رهيبة ..
و ابتعدت عن تلك الأدغال ..
و ابتعدت ..
و ابتعدت ..
* * *
وكأنما أرسله القدر لإصلاح حال تلك العائلة ، رصد السائق ابنة السيد و سيدة المجتمع ، ترقص و تتمايل على أنغام الموسيقا مع أصدقائها ، بذلك الملهى الليلى ..
لم تره ..
و بينما يصفق لها الشباب اختمرت فى عقله و عينيه فكرة جديدة ..
انه لا ينقذها شهامة منه فحسب ، و لكن يبدو أنه يحبها كذلك ..
رغم غرورها الارستقراطى الفظيع ..
و بحركة سريعة قبض على معصمها ، و جرها الى سيارة العائلة الضخمة ، وسط مقاومتها و قرارها المنفرد و المتسرع بطرده ، مما دفعه للقول ساخراً :
- لست مطروداً .. سأستقيل و لكن بعد توصيلك لأمك .
و فى القصر ..
اعترضت الفتاة على قهوة ( فتحية ) الشغالة ، فدافع عنها الإبن ، فتعجبت السيدة و التى لا تعرف علاقة ابنها بـ ( فتحية ) ، و تريد تزويجها بـ ( عبده ) الطباخ ..
و فى غرفة نومهما اعترف الزوج للسيدة بأنه يعمل بمهنة شريفة ، و لكنه لم يصارحها بماهيتها ..
* * *
لم يعلم الأعرج أن الحقيبة أخذها الضيف ، الضيف الذى استغل انشغال مضيفه و زوجته ( سلمى ) بذلك الحفل فى الموتيل ، و سعى لفحص الحقيبة عندما انفرد بنفسه أخيراً ..
و فى المرآب أعاد الحقيبة ..
و هناك فاجأته ( سلمى ) ..
كانت معجبة به أكثر من شكها فيه ..
حاولت اجتذابه لها ، و كان هو يفكر ألف مرة أنها - رغم فتنتها - ليست من حقه ..
و بعد انتهاء الحفل تعاونا على توصيل الزوج بعد سكره الشديد ، زوجها الذى لم يلاحظ حتى نظراتهما و لمساتهما المفضوحة ..
و عاد هو للمرآب ..
و فتح حقيبة الأدوات و ألقى نظرة ، ثم أغلقها و حملها عائداً الى غرفته أفضل بآخر الليل ..
كانت ( سلمى ) تمقت زوجها السكير كالموت ، لذا وبينما يحاول الضيف فتح الحقيبة ، استطاعت تنويم زوجها ، و عادت تقاطع الضيف و هذه المرة فى غرفة نومه ، لتسقطه فى حبائلها ..
و بدون مواربة سألها :
- أين يخبئ أمواله ؟!
قالت بجذل و قد فهمته :
- فى البنك .. و لن تطال منه قرشاً إلا بقتله .
فقال لها بهدوء :
- أنا لا أقتل .
قالت بحقد :
- ( منصور ) زوجى أحرق مصنع والدى ، و والدى احترق بالداخل .. ( منصور ) فعل هذا لرفض والدى عمل صفقة معه .
سألها :
- لماذا تزوجتيه إذاً ؟!
قالت :
- بسبب الفقر أجبرتنى أمى على الزواج منه .. و لكننى سأثأر لوالدى و أعيد ماله .
كان السر كله عند الأعرج ..
ترى من هو ؟ و ماذا وراءه ؟!..
* * *
قالت المذيعة للضيف :
- ( ستيف ) لقد استدار رأسك قليلاً !
قال الضيف الأصلع الذى حلق رأسه قريباً :
- قررت التغيير .. و طالما تشعرين بالإرتياح من داخلك ، فليس هناك مشكلة أن تغيرى خارجك .
قالت بإبتسامة :
- أرى هذا .. فانا أضع شعراً مستعاراً يومياً دون مشكلة !
قال الضيف الشهير :
- و تبدين لائقة .. اشتريت عدة حلاقة بـ49 دولار ، و حلقت رأسى فى ليلة عيد الميلاد أثناء وجود زوجتى و ابنتى فى الخارج للتسوق .. و عندما عادت زوجتى دخلت دون رؤيتى ، فقلت لها : هل ستدخلين بدون تعليق ، فالتفتت الى و ..!
بتر عبارته ليطلق صرخة أنثوية مرتفعة ، دفعت الجمهور الداخلى للصراخ و الضحك بعد استيعابهم أن الزوجة هى التنى صرخت هكذا ..
و قبل الفاصل التالى انتهى الحوار على أن قال الضيف أملس الرأس :
- لست أدرى لما يسعد النساء بحلاقة الرجل لشعر رأسه تماماً .
ثم ضرب مؤخرة رأسه الصلعاء مردفاً :
- لربما لأن هذا الصوت ، يصدر من ضرب اللحم النيئ !
فقالت المذيعة بجذل :
- هل يمكننى ضرب مؤخرة رأسك ؟!!
و عندما وافق صفعته بصوت رنان ..!
* * *
أغلقت تلك المرأة السمينة التلفاز ، و قالت و هى تمط شفتيها :
- إما كائنات فضائية بشعة الصوت ، أو فيلماً ينتهى دون أن أعرف ماذا حصل ، او أعرج كان يدفن حقيبة و ذو سر ، دائما ما يكون الأعرج ذو سر ! و الإختيار الأخير برامج لمذيعات صلع يرتدين شعورا مستعارة ، و يستضفن ضيوفاً صلعاً كالصخور ، لنشر ثقافة الصلع ..!! إما هذا أو نحترق مللاً ، و نغلق القنوات الفضائية و الأرضية و المريخية كذلك !
و ذهبت لجراحها لعمل عملية تدبيس المعدة !
* * *
عندما توقف أحدهم و انتزع سيفه القصير ..
و مرره على صدره ليدميه قليلاً ..
و من ثم هاجمه الشئ ..
و انطلقت صرخته عالية .. هائلة ..
فتوقف الرجال ، لكن الشئ انقض عليهم ، فصرخ قائد المجموعة و هو يواجهه :
- تابعوا .. أكملوا أنتم طريقكم .
ثم ركض و هو يطلق عليه النار ، ليجتذبه الى إتجاه معاكس ..
و لكنه فوجئ بجرف وسط النباتات ، فلم يستطع منع نفسه من السقوط و هو يعدو ..
فى النهر ..
و بينما يقاوم قوة الشلال ليطفو ، كان يفكر أن الشئ امتنع عن مطاردته ..
و سبح القائد بإتجاه الشاطئ الذى تتخلله النباتات الإستوائية الكثيفة ..
و بعد وصوله للشاطئ سمع صوت ارتطام ضخم بالماء ..
فالتفت بسرعة ، ليرى سطح الماء يتموج و كأن هناك ما يسبح بسرعة تجاه الشاطئ ..
فتوارى وسط الأغصان و الطين البارد ..
كان الشئ يمتلك القدرة على الرصد الحرارى ، فرصد كائنا و أطلق عليه شعاعاً فتاكا دمره ..
و هنا ..
هنا فقط تنفس القائد الصعداء ، و بعد رحيل الشئ الذى كان فى مواجهته ، قال بدهشة ظافرة :
- لم يمكنه رؤيتى .
كان الشئ قد رصد تمساحا و ليس القائد الذى كان على مرمى حجر منه ..
و لم يره ..
و تسلق القائد الى نقطة مرتفعة ، و قام بجدولة بعض الأغصان لصنع حبالا بدائية ، ربطها بعدة فروع نباتية لصنع مصيدة ..
كان الوقت عصراً ..
و ظل هكذا حتى حل الليل ..
كان - بمعاونة النار - قد انتهى من صنع قوس قوى كذلك ، و أسهم مكونة من عيدان البامبو ، ثم بدأ فى دهان جسده كله تقريباً بالطين و الطمى الباردين ..
بينما كان الشئ الذى تخرج الزوائد من رأسه كضفائر الشعر يتفحص جماجم أعداؤه ..
البشرية ..
* * *
اكتشف سائق سيارة العائلة الخاص ، جريمة ابن كبير العائلة ..
فعاقبه و هدده بإبلاغ النيابة ..
ثم عفا عنه شريطة أن يصلح خطؤه ، و يتزوج الشغالة ( فتحية ) ..
و بالفعل ذهب السائق الى كبير العائلة الذى يعمل بائع ورود من وراء زوجته سيدة المجتمع ، و بمقابل أن يبقى عمله سراً عليه أن يوافق على زواج ابنه من ( فتحية ) ..
و بعد سبة و صفعتين على وجه الإبن وافق الأب ..
و بدأ العرس الذى كان على الطراز النوبى ..
* * *
خرج من الغرفة مرتدياً سترته و تجول قليلاً فى المكان ، ثم رأى عبر النافذة ذلك الأنيق يقوم بشئ ما فى الحديقة ..
فخرج و تأكد أنه بعيداً عن الأعين و حصل على ما كان الأنيق يخفيه ..
حقيبة ..
و أخفاها فى مرآب ، بالتحديد بداخل حقيبة أكبر و أكثر قدماً ، مخصصة لعدد الميكانيكا ، ثم انه قابل الأنيق ..
لم يتبادلا حرفا بينما شرع الأنيق الأعرج فى غسل السيارة ، حتى قال للأعرج على سبيل تفسير سبب وجوده فى المرآب :
- هذه السيارة طراز قديم .. تحصل على الكثير من البنزين .. كثير جداً .
ثم خرج ..
كان مضيفه ينادى على من تدعى ( سلمى ) ، التى كانت تمقت وجود الرجل الأول ، سواء فى الموتيل أو المطعم الملحق به ، و لكن المضيف صاحب المكان أكد لها أنه شاب صالح ..
دخل رجلان الى المكان و غازلا ( سلمى ) التى كانت تخدم فى الإستراحة ، فتدخل الرجل الأول و قال لهما :
- ألم تقل لكما الآنسة أن تغادرا ؟!
ثم اشتبك معهما بغتة فى قتال قصير ، غادرا على أثره شبه منهارين ، بل دفعا حساب الطعام الذى لم يطلبوه أيضاً ، بعد طلب الرجل الأول ، مضافاً اليه بقشيش ..
هنا تغيرت نظرة ( سلمى ) له ..
تماما ..
* * *
اشتد الصراع بين القائد و الشئ الذى بدا طوله مترين ..
و بينما يجتذبه القائد لقتله بإسقاطه فى الفخ ، هاجمه الشئ من نقطة أخرى و لكن ..
كان فيها فخ آخر ..
غصن شجرة سميك و ثقيل ، بضربة من القائد سقط فوق الشئ ، لكن ..
نهض الشئ مصاباً تتسلل من جروحه دماء فسفورية ، فقال القائد متعجبا :
- ماذا تكون ؟
فكرر الشئ بصوت عميق متذبذب :
- ماذا تكون ؟
رددها كما لوكان يختبر القائد ، ثم ضغط أزرار شئ معدنى و هو يحتضر ، فراح الجسم المعدنى يئز كعد تنازلى ، و الشئ يضحك .. و يضحك ..
بينما انطلق القائد يعدو كالمجنون ..
و دوى انفجاراً رهيباً ..
رهيباً حتى أن طائرة على ارتفاع آلاف الأقدام ، رأت دخانه العظيم ..
و وقف القائد و حوله الدمار الرهيب ..
و سمع صوت هليوكبتر تقترب ، و قطع الأغصان الملتهبة متناثرة فى كل مكان ..
و نقلته الهليوكبتر بعد مواجهة عجيبة ..
و رهيبة ..
و ابتعدت عن تلك الأدغال ..
و ابتعدت ..
و ابتعدت ..
* * *
وكأنما أرسله القدر لإصلاح حال تلك العائلة ، رصد السائق ابنة السيد و سيدة المجتمع ، ترقص و تتمايل على أنغام الموسيقا مع أصدقائها ، بذلك الملهى الليلى ..
لم تره ..
و بينما يصفق لها الشباب اختمرت فى عقله و عينيه فكرة جديدة ..
انه لا ينقذها شهامة منه فحسب ، و لكن يبدو أنه يحبها كذلك ..
رغم غرورها الارستقراطى الفظيع ..
و بحركة سريعة قبض على معصمها ، و جرها الى سيارة العائلة الضخمة ، وسط مقاومتها و قرارها المنفرد و المتسرع بطرده ، مما دفعه للقول ساخراً :
- لست مطروداً .. سأستقيل و لكن بعد توصيلك لأمك .
و فى القصر ..
اعترضت الفتاة على قهوة ( فتحية ) الشغالة ، فدافع عنها الإبن ، فتعجبت السيدة و التى لا تعرف علاقة ابنها بـ ( فتحية ) ، و تريد تزويجها بـ ( عبده ) الطباخ ..
و فى غرفة نومهما اعترف الزوج للسيدة بأنه يعمل بمهنة شريفة ، و لكنه لم يصارحها بماهيتها ..
* * *
لم يعلم الأعرج أن الحقيبة أخذها الضيف ، الضيف الذى استغل انشغال مضيفه و زوجته ( سلمى ) بذلك الحفل فى الموتيل ، و سعى لفحص الحقيبة عندما انفرد بنفسه أخيراً ..
و فى المرآب أعاد الحقيبة ..
و هناك فاجأته ( سلمى ) ..
كانت معجبة به أكثر من شكها فيه ..
حاولت اجتذابه لها ، و كان هو يفكر ألف مرة أنها - رغم فتنتها - ليست من حقه ..
و بعد انتهاء الحفل تعاونا على توصيل الزوج بعد سكره الشديد ، زوجها الذى لم يلاحظ حتى نظراتهما و لمساتهما المفضوحة ..
و عاد هو للمرآب ..
و فتح حقيبة الأدوات و ألقى نظرة ، ثم أغلقها و حملها عائداً الى غرفته أفضل بآخر الليل ..
كانت ( سلمى ) تمقت زوجها السكير كالموت ، لذا وبينما يحاول الضيف فتح الحقيبة ، استطاعت تنويم زوجها ، و عادت تقاطع الضيف و هذه المرة فى غرفة نومه ، لتسقطه فى حبائلها ..
و بدون مواربة سألها :
- أين يخبئ أمواله ؟!
قالت بجذل و قد فهمته :
- فى البنك .. و لن تطال منه قرشاً إلا بقتله .
فقال لها بهدوء :
- أنا لا أقتل .
قالت بحقد :
- ( منصور ) زوجى أحرق مصنع والدى ، و والدى احترق بالداخل .. ( منصور ) فعل هذا لرفض والدى عمل صفقة معه .
سألها :
- لماذا تزوجتيه إذاً ؟!
قالت :
- بسبب الفقر أجبرتنى أمى على الزواج منه .. و لكننى سأثأر لوالدى و أعيد ماله .
كان السر كله عند الأعرج ..
ترى من هو ؟ و ماذا وراءه ؟!..
* * *
قالت المذيعة للضيف :
- ( ستيف ) لقد استدار رأسك قليلاً !
قال الضيف الأصلع الذى حلق رأسه قريباً :
- قررت التغيير .. و طالما تشعرين بالإرتياح من داخلك ، فليس هناك مشكلة أن تغيرى خارجك .
قالت بإبتسامة :
- أرى هذا .. فانا أضع شعراً مستعاراً يومياً دون مشكلة !
قال الضيف الشهير :
- و تبدين لائقة .. اشتريت عدة حلاقة بـ49 دولار ، و حلقت رأسى فى ليلة عيد الميلاد أثناء وجود زوجتى و ابنتى فى الخارج للتسوق .. و عندما عادت زوجتى دخلت دون رؤيتى ، فقلت لها : هل ستدخلين بدون تعليق ، فالتفتت الى و ..!
بتر عبارته ليطلق صرخة أنثوية مرتفعة ، دفعت الجمهور الداخلى للصراخ و الضحك بعد استيعابهم أن الزوجة هى التنى صرخت هكذا ..
و قبل الفاصل التالى انتهى الحوار على أن قال الضيف أملس الرأس :
- لست أدرى لما يسعد النساء بحلاقة الرجل لشعر رأسه تماماً .
ثم ضرب مؤخرة رأسه الصلعاء مردفاً :
- لربما لأن هذا الصوت ، يصدر من ضرب اللحم النيئ !
فقالت المذيعة بجذل :
- هل يمكننى ضرب مؤخرة رأسك ؟!!
و عندما وافق صفعته بصوت رنان ..!
* * *
أغلقت تلك المرأة السمينة التلفاز ، و قالت و هى تمط شفتيها :
- إما كائنات فضائية بشعة الصوت ، أو فيلماً ينتهى دون أن أعرف ماذا حصل ، او أعرج كان يدفن حقيبة و ذو سر ، دائما ما يكون الأعرج ذو سر ! و الإختيار الأخير برامج لمذيعات صلع يرتدين شعورا مستعارة ، و يستضفن ضيوفاً صلعاً كالصخور ، لنشر ثقافة الصلع ..!! إما هذا أو نحترق مللاً ، و نغلق القنوات الفضائية و الأرضية و المريخية كذلك !
و ذهبت لجراحها لعمل عملية تدبيس المعدة !
* * *