٠٨ فبراير ٢٠١٠

مجرد قطرة

قطرة تتمدد على الشعيرات ..

شعرة طويلة و شعرة قصيرة ، شعرة طويلة و شعرة قصيرة ، شعرة طويلة و شعرة قصيرة ، شعرة طويلة و شعرة قصيرة !

عين تدمع بأهداب صامتة ..

وجه مستدير شاهق البياض ، لو شرد و نعس أصبح آية من الجمال و الرقة و الطفولة ، و لو حزن يصبح آية من العذاب و الألم ، يحمل عينين عسليتين عميقتين صافيتى البياض ..

فتاة جميلة رقيقة المظهر و الجوهر ، أصابها اليأس ..

الحزن ..



الضياع ..

و لسان حال ملائكيتها يقول لماذا ؟

لماذا أشعة الشمس تبدو بهذا الجمال رغم انها أشعة ؟

لماذا أشعة القمر بهذا السحر رغم أنها أشعة ؟

لماذا أشعتهم حلوة ، رقراقة ، منسابة ، متموجة ، وثيرة ، كزخات مطر ربيعى جديد ، يهبط نداه على وجنة طفل حمراء ..

لماذا أشعتهم مخملية ، مورقة ، موحية ، كثيفة القوام كشراب خوخ ترشفه عجوز آمنة مسالمة ..

لماذا أشعتهم أشعة شمس ضاحكة تدعوك لتقبلها ، و قمر بازغ يتلألأ بثياب بيض ، و أشعتها هى زرقاء أو سوداء ، قاتلة ، تذيبها أو تفتتها ، لا تدرى .. هى لم ترها و لم ترى ما فعلته بها فى أعماق ضحكاتها وراء فمها ، و أعماق قشعريراتها أسفل جلدها ..

لكنها تعرف أنها تقتل أجزاء صغيرة منها ..

تعرف أنها ليست بحاجة لحجابها ..

ستنزعه ..

و تتركه يطير على نسائم ( نوفمبر ) ، لأنها تعرف أنها تقتل أجزاء صغيرة منها ..

و تسقط شعرها ..

أشعتهم لا تسقط شعرهم ..

أشعتها هى تفعل ..

و تفعل بشعر حاجبيها ..

و ستفعل حتما برموشها ..

و عندما تذكرت رموشها و أهدابها الصامتة مثلها ، تذكرت أنها مجرد رقم و مريضة أخرى ، لها وجه مستدير أبيض ، به عينان عسليتان صافيتان ، تضم أهدابها الصامتة ، ذات الشعرة القصيرة و الشعرة الطويلة ، التى تحمل قطرة ..

مجرد قطرة ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق